الملحق الثقافي..ميساء محمد:
هي…
على شاطئ القدر
تسكّعت أحلام الفجر
أعلنتُ تمردّي على
خمرة الفؤاد خلسةً
وهمستُ لشقوق الأرض
عن انفاسيَ المتعبة
مثقلةٌ بالحبّ
أشدو الأمان بين دروب الجلّنار
هو..
في ممرّات المدن يا حبيبتي
كنتُ الدّماء
قلبكِ كأسي
ورصاصي أسكرَهُ خمرُ المساء
زهرةُ الدّيار أنتِ
سكَنْتِني رحيقاً ووجداً
خلاياكِ صحوي
من عينيك أشعلت السّماءُ
برقاً ورعداً
شاطئي أنتِ
وأيامُ سفري الطوال
اخلعي معطف القدر
ودعي للعتمة خيط الوصال
هي..
أصومُ أيامي
وأرتّلُ صلاتي فجراً ومساء
أسكبُ غيابكَ عطراً
أتعبّدُ رائحة الخطوات
في مزار الجسد أقمت ذكراك
أتلو آيات الصبر
كلّ أوقاتي دعاء
هو..
لن يشفي غليل قلبي
فدمي سعير جهنّم
أنا الملاك
أنسجُ الأكوان
أقولُ لكلّ عابثٍ
الطريق طويلة
بين الجنّة والنّار
كسّروا أحجار رصيفنا
وقطعوا الأوصال
ويحهم..
ففناؤهم بجمر ناري
لن يثنيني الموتُ عن خلق الحياة
أنا السوريُّ
نبع القادم من ثقب الخيال
وما الواقع إلاّ غياهب ضباب
تمرّدي يا حبيبتي
كسّري قضبان خوفك
لتظلّ الأشجار
وتزهر الأغصان
دمي يا معشوقة روحي داليةً
تشقُّ دجى الآفاق
وجسدي دنانٌ للحقّ عنوان
أجهري بصلاتك يا حبيبتي
والبسي ثوب شهادتي صوماً للأزمان
هي..
أمسك أصابع الشمس يا حبيبي
اسقها من ثغر النّهار نصراً مبين
ستعزف لحن المغيب نوارس الطين
وتنثر فوق المسارح أنفاس الوداع
هو
العهد يراقص دمي
ونعش الندى
لبيك من الصدر محرقة الخوّان
اسرِ بدمك لأحرف القهر
هي
خلّد أزمانَ النصر
اتركها تاريخاً لكلّ عنوان
ناراً أشعلَها ماءُ نهرٍ
ضفافه أذرعٌ تشي الزّناد
هو..
على ضفافِ السّهوِ
ينمو تفاحيَ والنخلَ
سأغرق فيه حتى أحيا
وأقوم على الدنيا بأسطر المجد
لأعودَ إليك شوقاً وحبّاً
وأحيا بين سنابل هدبيك
خيراً وعطاء
هي..
أزحْ يا حبيبي عن ناصيةِ العمرِ مِحْرقةً
واغسلْ وجه القهر محبةً وسلام
كسّرْ قيودَ الذُلٍّ
أزلْ الأقنعة
وارمِ بثقلِ الجسدِ
على أكفّ اليمام..
التاريخ: الثلاثاء19-3-2019
رقم العدد : 16935