واشنطن تخبئ إرهابييها بصندوق شرورها لتفخيخ سكة الحلول.. باستعراض بهلواني وإنجاز هزلي.. «قسد» تكمل مسرحية الباغوز
هي الكذبة الاميركية نفسها ، واللعب على حبال التضليل المفضوح، وسيناريو الانتصار على الارهاب ذاته، الذي تجتره كل مرة واشنطن لتعويم فكرة انها انتصرت على طواحين ارهابها، هو ما يتم الاعلان عنه وتعويمه على سطح الاعلام اليوم من قبل أداتها مرتزقة «قسد» الوجه الاخر لداعش الارهابي في استهداف السوريين تنفيذا للمشيئة الاميركية ، والمثير للسخرية ان القاصي والداني وحتى في الداخل الاميركي -بعد ان فضحت وسائل اعلام غربية مدى التماهي التام بين واشنطن وانقرة مع داعش الارهابي – اصبح يعرف مدى انخراط اميركا في جرائم الارهاب، بل انها هي من تدير دفة عدوانه وتوجه له بوصلته ليضرب حيث يسيل لعاب اطماعها وحيث ترفع راية لمقاومة مشاريعها الاستعمارية والتفتيتية، وخاصة في الدول التي تقبض على جمرات صمودها في وجه المشاريع الصهيو /اميركية .
فبعد اجتماع المشاورات الثلاثية بين سورية وايران والعراق تنبئ الأجواء بانطلاق مرحلة مختلفة وحازمة في ايقاع خطواتها وسيكون من أولوياتها ومهماتها الأساسية الإمساك بالحدود العراقية ـــ السورية، وهو ما يعني بشكل مباشر الوقف بوجه بلطجة وعربدة وزئبقية اميركا التي لم توفر أي فعل اجرامي لاستمرار اشتعال المنطقة بالإرهاب في التنف وفي الجزيرة السورية، بالتالي الاتجاه لقطع الطريق على ما تبقى من محاولات أمريكية لتثبيت أقدامها الاحتلالية على ارضية اطماعها ، فواشنطن واظبت على استغلال وجودها المحتل في سورية وهو ما أعلنته عبر تصريحها بأنها ستستمر بالتعاون مع ذيلها فرنسا عبر تحالفها المجرم الذي يستمر بقتل المدنيين في دير الزور، في نفس الوقت الذي نفى فيه البنتاغون إبقاء قواته هناك.
في ذات السياق أعلن مرتزقة «قسد» في اخر فصول مسرحيتهم المشتركة مع اميركا أنهم سيطروا بالكامل على مخيم الباغوز أحد آخر معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي عند الحدود السورية العراقية ، مع اعترافهم ببقاء بعض إرهابيي «داعش» داخل منطقة صغيرة جدا على ضفة الفرات ولم يستسلموا بعد, وعلى الرغم من الإعلان الاستعراضي بالقضاء على اخر جيوب « داعش» لم تتوقف واشنطن وحلفاؤها عن ضخ تصريحاتهم الكاذبة لتبرير بقائهم الاحتلالي في سورية ، حيث اتفق وزيرا الحرب الأمريكي باتريك شاناهان والفرنسية فلورنس بارلي بصفتهما شريكين في التحالف الارهابي الذي تقوده واشنطن على مواصلة التعاون في سورية تحت مزاعم «ضمان أمن واستقرار سورية « التي تفوح منها روائح المخططات الاستعمارية النتنة.
التناقض بالتصريحات والتذبذب بالمواقف والمراوغة في الافعال عماد السياسة الاميركية الامر الذي يؤكده تصريح من يسمى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد الذي نفى ما أوردته صحيفة «وول ستريت جورنال» عن نية الجيش الأميركي إبقاء نحو ألف من أفراده في سورية مدعيا انه لم تتضمن الخطة الاميركية التي أُعلنَت في شهر شباط أي تعديلات، وانهم يواصلون تنفيذ قرار دونالد ترامب تقليص القوات الأميركية المزعوم.
وعلى المقلب الاخر الانغماس التركي في دعم وتمويل داعش الارهابي جلي ومثبت منذ بداية الحرب الارهابية على سورية الامر الذي عادت لتؤكده وتفضح حيثياته مجلة «هوم لاند سيكيوريتي توداي» الأميركية عن التنسيق بين النظام التركي وتنظيم «داعش» مشيرة إلى أن التنسيق وصل لدرجة عقد لقاءات بين ارهابيين من داعش وممثلين عن المخابرات والقوات التركية بالقرب من الحدود السورية.
ونقلت المجلة عن ارهابيي داعشي كان يقيم في تركيا، قوله خلال لقاء أجراه مع باحثين من المركز الدولي لدراسة التطرف: «إن فرقاً تمثل المخابرات التركية والجيش التركي كانت تلتقي بارهابيين من داعش موضحاً أن معظم الاجتماعات كانت تتم في مواقع عسكرية تركية بالقرب من الحدود السورية.
الى ذلك وفي ظل افتضاح الانخراط الاوروبي في دعم الارهاب لزعزعة استقرار سورية وبنيات استعمارية شدد رئيس الحكومة التشيكية أندريه بابيش على أنه من مصلحة الدول الأوروبية أن تنتهي الحرب على سورية وأن تستقر الأوضاع فيها وقال بابيش خلال حديث مع صحيفة «ليدوفي نوفيني» التشيكية إن الوضع في سورية يجب أن يحل وأن تنتهي الحرب وتبدأ عملية إعادة الإعمار وعودة الناس إلى بيوتهم وهذا الأمر يتطلب التعاون مع الحكومة السورية.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الأربعاء 20-3-2019
رقم العدد : 16936