ثورة أون لاين -بقلم رئيس التحرير علي قاسم: تكثر الأسئلة والاستفسارات حول المحظورات السورية في أيّ حلّ سياسي وربما عن الخطوط الحمر التي عاندت الضغط والتهويل والافتراء وكل أنواع التجني،
حتى باتت المسلمة التي تم الإقرار بها في النقاش الدائر، فيما الاستدارات التي تتوالى تباعاً على الضفة الأخرى من أقطاب وأطراف ودول تكيل لنفسها المقاسات التي تستوعب حجم الاستدارة، وتتفهم زاوية التحول.
بعض تلك الاسئلة والاستفسارات قد يكون بريئاً، لكن أغلبها تغلفه نيات لا تخطئ العين في التقاطها، وجميعها لا تخفي ما ترمي إليه سواء أظهرت ذلك أم أبطنته، ويزيد من كثرتها اصطفاف مَن يحاول التصيد في الماء العكر علّه يضيف إلى رصيده ما قد يعوض جزءاً مما تآكل بحكم التطورات، وربما بحكم ما يفرضه التبدل في المناخ السياسي، أو – على الأقل- ليطيل زمن صلاحيته بعض الوقت.
ورغم تدرج ألوان الطيف، يبقى الغالب على ذلك كله –وربما الحاضر- ذلك الذي يبحث في التفاصيل عن أمنياته، وذاك الذي يفتش عما تبخر من أحلامه، قبل ان ترى النور، فيعيد ضرب أخماسه بأسداسه، وأسباعه بأصفاره، ليعود بخفي حنين.
في المحظورات لم يعد هناك من لا يعرفها، حتى الكارهون لها وغير الراغبين في ذكرها باتوا على يقين منها، والكرة المتدحرجة في ملعب الجميع – والتي يتسابقون لقذفها بعيدا -تصر على المرور في جميع الملاعب التي احتضنتها يوما أو تلك التي رفضتها من الأساس، وتعرج على خطوط التماس وتقارن بين الزوايا المتشكلة.
وفي الخطوط الحمر التي بقيت صامدة رغم محاولات التمادي عليها، تعود إلى الصدارة فتتشكل الطاولة المنتظرة على وقع إحداثياتها، وحتى المغالون يعيدون ترتيب مرورهم وربما حضورهم على التوازي معها, رغم أنّ كثيرين منهم يعرفون أن لا مكان لهم عندما تطابق تلك الخطوط والمحظورات ما يذهب إليه الآخرون طوعاً أو كراهية.
منذ البداية كان خط امتدادها يتحرك وفق معايير السوريين، وكانت إحداثياتها ترسمها إرادة السوريين، وهي لم تعدل من خط مسارها، ولم تغير من أبجديات ومسلمات قبولها ورفضها.
رفضت المسّ بالقرار الوطني المستقل، وبسيادة سورية ووحدتها وبمسلمات هذه السيادة، وما تتطلبه وما تقتضيه كان خارج أي نقاش وفوق أي اعتبار، ومنذ البداية قبلت بما يرضاه السوريون وليس سواهم، وما تقاطع مع ما يريده السوريون قبلت به، وما تناقض أو تعارض رفضته، وليست في حِلّ مما قبلته، ولا هي في حرج مما رفضته.
هكذا كانت قناعة السوريين، وعلى هذا الأساس أثبتوا تمسكهم بثوابتهم التي كانت الخط الفاصل بين المسموح والمحظور، بين ما يمكن النقاش حوله، وبين ما هو محسوم، وتعود اليوم لتؤكد ذلك علنا ومن اعتقد أو توهم أن الرهان على الزمن وعلى الإرهاب وعلى القتل وعلى التخريب الممنهج وعلى إطالة امد الأزمة يمكن أن يعدل في الحصيلة، عليه اليوم أن يعيد النظر في خطواته، ونحن ندرك جميعا أن بعضهم أو جلهم لا يمتلك القدرة حتى على التفكير في ذلك.
على الضفة الأخرى من المشهد السوري رغم اختلاف الاتجاهات والتوجهات، كانت تلك المواقف باصطفافاتها وحساباتها، وبالكثير من المعادلات التي رسمتها، تضيف هنا وتحذف هناك، أغلبها أحرق مراكبه منذ البداية ووضع أوراقه في سلة خاوية، وراهن برصيده وقامر بمصيره، ودفع ما توافر لديه، ويحاول اليوم أن يعاند اتجاه الريح الدولية بالتساؤل حيناً والاستفسار بعض الأحيان، والرمي بحجارة كانت بالأصل أكبر من قدرته، وعليه تحمل التبعات والنتائج !!!
a.ka667@yahoo.com