أميركا تغص بالنصر السوري وترش على موت أمانيها بهار «الكيماوي»… نار التفكك تصل إلى هشيم «قسد».. هل بدأت واشنطن بحرق أوراقها؟
لطالما طبلت الولايات المتحدة عبر حديثها عن مرحلة ما بعد القضاء على تنظيم «داعش» الارهابي وكيف ستحافظ على مكاسبها من وجودها غير الشرعي في سورية، خصوصاً بعدما زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار سحب قواته المحتلة من سورية، والتي سيكون مرتزقة «قسد» ركيزتها الأساسية، وفور تحقيق أهدافها وتثبيت وجود لها حتماً ستتخلى عنهم وترمي بهم الى محرقة تبعيتهم.
اولى تلك المعطيات بدأت تلوح في الافق، مع بدء انقسام مرتزقة الانفصال التابعة لأميركا على نفسها، وظهور الاقتتال فيما بينها، على الرغم من كذب الرواية الاميركية عن مصير «داعش» الارهابي.. بينما أخذت المسرحيات الهوليودية المنتجة أميركياً وتركياً تخيم بظلالها على المشهد القادم سواء عبر مزاعم الكيماوي المطروح حالياً على طاولات واشنطن المهزومة أم على صعيد التصعيد التركي المزعوم ضد الارهاب.
تلك الاحداث تأتي في ظل انطلاق قمة الاعراب التي بدأت ملامح فشلها بالظهور، حيث انه مع وضوح الرؤية لن يكون هناك بصيص أمل لهذه القمة وذلك لعدة اعتبارات فالمكتوب ظاهر في العنوان الرئيس وهزليته واضحة قبل انعقادها، والدليل حالة العدمية للأنظمة المتخاذلة والمرتهنة للمشيئة الصهيواميركية في مواجهة الغطرسة والرعونة الأمريكية الأخيرة.
وكان الشارع التونسي إضافة لمسؤولين ودبلوماسين تونسيين قد أعلنوا احتجاجهم على عقد القمة العربية في بلادهم من دون حضور سورية، خصوصاً أن ملف الجولان السوري المحتل سيكون له النصيب الأكبر من هذه القمة، وهذا يظهر الفشل الكبير الذي سيصيب القمة والعجز الذي سيخيم على قراراتها الهزيلة.
وتزامنت القمة العربية في وقت مازالت السياسة الأميركية داعمة للنهج التوسعي للكيان الصهيوني في تهويد الأرض العربية المحتلة، وقيام الكيان الصهيوني بممارسة عدوانه بشكل متواصل على قطاع غزة، وعلى سورية دعماً للتنظيمات الإرهابية.
وفي تطورات الداخل وخاصة المشهد القادم من الجزيرة السورية فقد عادت النغمات التقسيمية التي تلعب عليها واشنطن تعود الى الواجهة مع ظهور معلومات غير مؤكدة تبين سعي الولايات المتحدة في المرحلة الحالية إلى تقسيم المنطقة في أراضي الجزيرة السورية، مشيرة إلى أن عددا من القوى الاستعمارية تسعى إلى مشاركة واشنطن بالتواجد في هذه المنطقة الغنية بالنفط والثروات, وتسعى واشنطن بحسب عقليتها الاستعمارية الى العمل بكل طاقتها لنهب ثروات الدول وسرقة مقدراتها، وهذا يظهر بشكل واضح من خلال تصرفاتها في سورية وخاصة في الجزيرة السورية، وهذ يفسر ايضاً هدف واشنطن من إنشاء «منطقة آمنة» مزعومة شمالي سورية هو كسب ود تركيا من خلال إبعاد مرتزقة الانفصال عن الحدود السورية-التركية.
وكانت الدولة السورية أشارت مراراً إلى أن انها مصرة على إخراج جميع القوات الأجنبية المحتلة, يأتي ذلك بالتزامن مع تحضيرات لمسرحية جديدة لاستخدام المواد السامة بالتنسيق مع ضباط استخبارات أوروبية وفق ما ذكره مصدر محلي من إدلب للميادين، حيث ان المسرحية ستنفذ في مناطق «خفض التصعيد» التي ينتشر فيها إرهابيو «جيش العزة» في ريف حماة الشمالي وريف حلب.
في غضون ذلك يبدو أن ورقة مرتزقة أميركا آخذة بالانهيار بعد ان تحدث المسؤولون في واشنطن وعلى رأسهم ترامب عن مراحل ما بعد داعش الارهابي، لتطرح الكثير من الاسئلة والاستفسارات عن مصير مرتزقة «قسد» وهل أنها دخلت مرحلة التفكك.
وبحسب محللين فإن مجموعة من العوامل تأخذ مرتزقة «قسد» إلى التفكك، وذلك تبعاً لتشكيلها من قبل الإدارة الأمريكية من مجموعة من الفصائل غير المتجانسة على المستوى الإيديولوجي، وشكلت «فوبيا العشائر» العامل الأكثر تأثيراً على المستوى النفسي ضمنها.
إذ إن مرحلة ما بعد تنظيم «داعش»، تعني الإدخال القسري لما يسمى «حزب الاتحاد الديمقراطي» في مرحلة بالغة الحساسية من عمر المناطق الشرقية ، وذلك لأن الحجة التي كانت من خلالها الإدارة الأميركية تسلح وتحمي مرتزقة الانفصال المرتبطة بهذا الحزب، لم تعد موجودة على المستوى الجغرافي.
الى ذلك وقعت خلال اليومين الأخيرين اشتباكات بين قوات تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة منبج شمالي سورية وأكدت مصادر أن قوات تابعة لـ»الأسايش» و»قوات مجلس منبج العسكري» داهموا خلال الـ 48 ساعة منازل في مدينة منبج، وجرت اشتباكات بين المداهمين وبين عناصر تابعين لمرتزقة «قسد» بسبب إقدام الأخيرة على تهريب إرهابيين تابعين لـ»داعش» وعوائلهم من منطقة الباغوز وريف دير الزور الشرقي، وإيصالهم إلى مدينة منبج في الريف الشمالي الشرقي لحلب، تمهيداً لنقلهم إلى الأراضي التركية، مقابل الحصول على مبالغ مالية من إرهابيي التنظيم.
على صعيد آخر زعمت القوات التركية أنها ردت على مصادر قذائف هاون استهدفت جنودا أتراك متواجدين في مناطق احتلالها شمال سورية التي تسيطر عليها فصائل سورية شاركت بعدوان «غصن الزيتون» في العام الماضي.
اما ميدانياً فقد نفذت وحدات من الجيش العربي السوري عمليات مكثفة على محاور تحرك الإرهابيين في الأطراف الشرقية لقرية اللطامنة, كما قامت وحدات الجيش العاملة في أطراف بلدة المصاصنة بتنفيذ عمليات على محاور تحرك إرهابيي «كتائب العزة» في الأطراف الشرقية لقرية اللطامنة وأوقعت بينهم قتلى ومصابين.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأثنين 1-4-2019
رقم العدد : 16945