قام أبناء الأرض المحتلة وفي الشتات بإحياء يوم الأرض بكثير من الإصرار على التمسك بحقوقهم المسلوبة ولا سيما أرضهم المغتصبة، وعدم التنازل عن ذرة تراب منها، وأعادوا تذكير العالم بجريمة الاحتلال الإسرائيلي لوطنهم ووطن آبائهم وأجدادهم، وأساليبه الهمجية في مصادرتها ومحاولة استملاكها وتهويدها خلافاً لكلّ الشرائع الأرضية والسماوية والقوانين الدولية ذات الصلة.
ذكرى يوم الأرض هذا العام تزامنت مع الذكرى السنوية الأولى لبدء مسيرات العودة التي أطلقها أهالي الأرض المحتلة احتجاجاً على وعد ترامب المشؤوم بخصوص الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الغاصب ونقل السفارة الأميركية إليها، ما شجع عدد من الدول الممالئة للصهيونية للقيام بنفس الخطوة العدائية ضاربة بعرض الحائط حقوق الشعب الفلسطيني ولا سيما حقه في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحقه في تقرير مصيره بنفسه وحق اللاجئين في العودة إلى مدنهم وقراهم وأرضهم المحتلة.
قيام الفلسطينيين بإحياء هذا اليوم المبارك كل عام يؤكد أصالة هذا الشعب المقاوم وعدم إصابته باليأس والقنوط جراء الخذلان العربي والدولي، كما يؤكد فشل الاحتلال الإسرائيلي في فرض قوانينه وإجراءاته الاحتلالية كأمر واقع لا جدال فيها أو تأكيد (مشروعيته) الزائفة المبنية على وعد بريطاني ظالم وقرارات أممية جائرة، كذلك يعيد طرح هذه القضية العادلة أمام العالم ويذكره بالقضية الجوهرية، قضية الأرض التي هي لبّ الصراع مع المحتل الغاشم، وليس ما يروجه بخصوص العنف والتطرف، ومحاولة إلصاق تهمة الارهاب بالمقاومين الفلسطينيين الذين يدافعون عن شعبهم وأرضهم وحقوقهم، بينما هو من يمارس الإرهاب بكل أشكاله على أبناء الشعب الفلسطيني لتهجيرهم وسرقة أراضيهم وإعلان دولته العنصرية على حساب حقوقهم المشروعة.
طوال أكثر من سبعين عاماً لم يتوقف الاحتلال عن محاولاته لتغيير حقيقة الصراع عبر العبث بالجغرافيا والتاريخ من أجل تحويل الصراع إلى مسائل خلافية حول قضايا أخرى، لكن الفلسطينيين يفاجئونه جيلاً من بعد جيل بأن قضية الأرض هي الأساس، وهذا ما يؤرقه ويضخم هواجسه الأمنية والوجودية، ويدفع به لطلب (الشرعية) ممن لا يملكونها كترامب وغيره خلافاً للقانون الدولي.
عبد الحليم سعود
التاريخ: الأثنين 1-4-2019
رقم العدد : 16945