مع ضعف العمل الرياضي المؤسساتي أو غيابه تبرز الحاجة الماسة للمبادرات الفردية التي يتطوع فيها أحد المفاصل ليضطلع بمهام متعددة في آن معاً، ولابد من أن يكون هذا المتطوع ذا مواصفات وإمكانات خاصة، من حيث الكفاءة والخبرة والعلاقات العامة والإدارة، دون أن نغفل عن الجانب المادي الذي يمثل بدوره عصب الحياة كلها وليس الرياضة فحسب.
ثمة أمثلة كثيرة على قدرة شخص واحد على إحداث فارق كبير على الخارطة الرياضية، وعلى صعيد الأندية واتحادات الألعاب على حد سواء، منها ما استقر في الذاكرة، ومنها مازال على رأس عمله؟! ولكن هل يمكن لرئيس اتحاد أن يدفع لعبته إلى الواجهة ويمضي بها إلى البطولات باتزان إداري وتصاعد للمستوى الفني، ويجعل منها ذات صولات وجولات وشهرة كبيرة، على الرغم من كونها خارج حسابات الألعاب الجماعية أو الشعبية؟ وكيف تمكن نادٍ كالوثبة مثلاً من تجاوز أزمته المادية المزمنة وسداد ديونه المتراكمة واستعادة بريق كرته وتضميد جراح سلته والعودة بها إلى الأضواء، إضافة لتفعيل ألعابه الأخرى المجمدة؟ ولماذا اختار هذا النادي أن تكون له ملاعب تدريبية لكرات القدم والسلة والمضرب، وصالات لألعاب القوة، ولم يحولها إلى استثمارات تدر عليه الأموال وترفده بالريوع؟! ولماذا كثف جهوده للفئات العمرية الصغيرة واعتنى بالشباب واستثمر مخضرميه وكفاءاته التدريبية السابقة للإشراف على القواعد، وبات لديه فندق على مستوى عال؟!
أليس هذا كله عملاً ذا طبيعة مؤسساتية؟! أم مبادرة فردية من رئيس النادي وأعضاء إدارته؟!في الحقيقة إنه مزيج من هذا وذاك لأنه يرسخ واقعاً إيجابياً ولا يكتفي بومضة تنطفئ أو إشراقة تخبو.
مازن أبو شملة
التاريخ: الأحد 7-4-2019
الرقم: 16950