مهام جديدة تنتظر المرشدين النفسيين والاجتماعيين في مدارسنا، وآليات جديدة للكشف عن قدرات الطلاب الفردية ومعرفة الموهوبين والمتميزين منهم، أو الذين لديهم صعوبات في التعلم وذلك من خلال تطبيق اختبارات ستانفورد لقياس الذكاء المشروع الذي أطلقه مركز القياس والتقويم في وزارة التربية على جميع مديريات التربية في المحافظات وبمواصفات محلية.
تدريب مدربين
فقد بينت سحر الخير رئيسة دائرة البحوث في مديرية تربية ريف دمشق: أن الاختبار يطبق لأول مرة في سورية بعد معايرته وفقا لمعايير المجتمع السوري، وهو عبارة عن اختبار لقياس القدرات المعرفية والذكاء لدى الطلبة، يمكن من خلاله تشخيص حالات مختلفة قد تظهر لدى الأطفال من تأخر معرفي أو صعوبات تعلم أو موهبة عقلية، بالاعتماد على أسلوب علمي متدرج يتم التركيز فيه على الجانب الحسي والبصري والذاكرة الرقمية. لافتاً بأن مركز القياس والتقويم قام بتدريب مرشدين نفسيين واجتماعيين من جميع المحافظات السورية من خلال دورتين متتاليتين على كيفية تطبيق الاختبار كفريق مركزي ليصبحوا مدربين، وأن مركزهم في مديرية ريف دمشق عمل على تدريب مرشدين من 27 مدرسة على هذا المقياس من خلال دورة أولى استمرت خمسة أيام ودورة ثانية استمرت ثلاثة أيام، لكي يمتلكوا المهارة في تطبيقه على أرض الواقع قبل تطبيقه على الأطفال، ولكي يقوموا بدورهم في تدريب كوادر أخرى من المرشدين الموجودين في مدارس المحافظة بشكل عام.
عمليات الرصد والبحث
وأوضحت الخير: أن مقياس ستانفورد، كبرنامج عام يمكن تطبيقه على جميع الأعمار ولكن نحن نعمل على تطبيقه ضمن المجال التربوي على طلابنا من عمر 3 سنوات إلى 18 سنة، وهو لا يقيس فقط من لديهم تميز أو نسب ذكاء عالية، وإنما يقيس الأشخاص الذين لديهم اضطرابات بالتواصل وإعاقات بدنية وحركية وصم وضعاف السمع، ويساهم في الوصول إلى نتائج مجدية عبر عملية الرصد والبحث عن الطلاب الأذكياء ولمن لديهم صعوبة في التحصيل الدراسي ومساعدتهم، ، فلكل حالة من الحالات برامج خاصة بها. مشيرا إلى وجود عشرة اختبارات رئيسية، وفي كل مجال يتضمن خمسة عوامل أساسية، حيث تتدرج بنود المقياس من السهلة إلى الصعبة، لتكشف أدق التفاصيل لدى الطفل، ومعرفة الحالات التي تحتاج إلى مساعدة أو تحويلها إلى مراكز خاصة لتقدم لهم الخدمة التي تناسبهم.
حقيبة الاختبار
تأتي أهمية الحقيبة التي وزعت على المتدربات من خلال ما تشمله من أدوات ومكونات مساعدة في عملية الكشف والرصد وبحسب مديرة البحوث: فإن الحقيبة تتضمن ثلاثة كتيبات وثلاثة أدلة وألعاب وكتب تطبيقية تحتوي على فقرات وتعليمات لتطبيق الاختبار ويوجد مجموعة من الكراسات لتسجيل الإجابة، وبطاقة التخطيط ويوجد سلاسل المكعبات، وبطاقة الطفل، ودليل الفاحص، كما يوجد لوحة الأشكال الصفراء وأكواب بلاستيكية، وأدوات أخرى تمكن المرشد من القيام بعملية التقييم الصحيح، والوصول إلى نقاط القوة أو الضعف لدى الطالب. لافتا أنه لم يتم التطبيق في المدارس حتى يصبح المرشد متمكنا من الحقيبة، وبعد أن يجري الاختبار على عشرة أشخاص أو أكثر. وهذه الخطة التي بدأها مركز القياس والتقويم في وزارة التربية، ستستمر لتكون رافدا لمركز البحوث، وسيتم تعميمها على جميع المرشدين على مستوى سورية.
يحتاج إلى خبرات
يعتبر مشروع ستانفورد خطوة عظيمة لتطوير العملية الإرشادية في سورية وقد بدءالعمل به من قبل مركز القياس والتقويم النفسي منذ ثلاث سنوات، بهدف إمكانية تطبيقه على البيئة السورية لكونه مقياسا عالميا يقيس خبرات معرفية ويقيس ذكاء من عمر سنتين حتى عمر 85 سنة، هذا ما أكدته منسقة الدمج في مديرية تربية ريف دمشق آلا مشوح: مبينة أن هذا المشروع سوف يطبق في جميع مدارس المحافظة الريف لطلاب الحلقة الأولى والثانية للتعليم الأساسي للمرحلة الثانوية وقد تم تدريب 27 مرشدا من مدارس مختلفة مع مراعاة موضوع التوزيع الجغرافي لمحافظة الريف، حيث تم انتقاء المرشدين على مستوى المحافظة كلها. بالإضافة للاهتمام بموضوع الكفاءة العالية للمتدربين لأن المقياس يحتاج إلى خبرات وأشخاص مميزين للتعامل معه وقد استمرت عملية التدريب 8 أيام تناول فيها المرشدون آليات استخدام المقياس في المجالين: الذكاء اللفظي وغير اللفظي، ومهارات تمكنهم من تطبيقه على جميع الحالات بما فيها حالات الإعاقات البدنية والسمعية من خلال التركيز على البطارية الخاصة بهم.
يخدم عملية الدمج
وأوضحت مشوح: أن هذا المشروع يخدم عملية الدمج لأنه يساعدنا على اكتشاف قدرات الأطفال وحالات الإعاقة، والتعرف على الأطفال الذين يمكن قبولهم بالدمج في المدارس والأطفال الذين يحتاجون إلى تحويلهم إلى غرف المصادر أو تحويلهم إلى مراكز خاصة بهم لأنهم غير قادرين على المتابعة في مدارسنا، وذلك بناء على الدرجة الخام التي يتم الحصول عليها من خلال هذا المقياس بما يمتلكه من أدوات مناسبة وجيدة لخدمة هذا الغرض، حيث تتراوح فترة الاختبار بين 45 دقيقة حتى 50 دقيقة بحسب الفاحص والمرشد.
ميساء الجردي
التاريخ: الأحد 7-4-2019
الرقم: 16950