ليس جديداً أن نقول إن الأندية هي حجر الأساس في الرياضة، وأنه بقدر ما تكون الأندية قوية إدارياً ومادياً وفنياً، بقدر ما تكون رياضتنا بخير، لأن ثمار الأندية سنجد أثرها على المنتخبات.
ولعل حال رياضتنا الذي لا يسرّ، والتراجع الكبير جداً الذي أصابها، حتى باتت تعتمد على الطفرات لتحقيق إنجاز حقيقي في بطولة قارية أو دولية، يعكس حال أنديتنا التي بات معظمها أندية على الورق فقط، ولولا أندية عريقة كالجيش والوحدة والمحافظة والشرطة، ووجود تمويل وميزانية جيدة لدى هذه الأندية لقلنا إن أنديتنا بلا استثناء ضعيفة وغير قادرة على العمل والعطاء.
والمؤسف أنه لا شيء يلوح في الأفق يبشر بنهضة كبيرة على مستوى الأندية، وخاصة أن الاستثمارات التي يمكن أن تعتمد عليها لتمويل نشاطاتها وتغطية نفقاتها، هذه الاستثمارات لا تفي بالغرض إن وجدت، بينما يقف الاتحاد الرياضي متفرجاً وبيده أن يدعم الأندية دعماً حقيقياً، بتخصيصها بالحد الأدنى من حاجتها، في وقت لا يقدم إلا القليل القليل الذي بالكاد يكفي لتغطية نفقات شهر واحد؟!
إدارات الأندية بين نارين، مع أن وجودها وبقاءها بالأساس ليس مضموناً، فانتخاب إدارات الأندية وكذلك اتحادات الألعاب يكون بالتنسيق مع الاتحاد الرياضي، ومن ثم يكون التغيير حيث لا استقرار ولا أريحية ولا قدرة مالية على العمل، وهذا من جهة، ومن جهة أخرى تعلو أصوات الجمهور مطالباً الإدارات بأفضل النتائج ويحملها المسؤولية عند التراجع وسوء النتائج في ألعاب مختلفة.
باختصار نقول إنه إذا لم تكن أنديتنا أندية حقيقية، أي قادرة على العمل باستقلالية وتكون الكلمة فيها للأعضاء لضمان الاستقرار والعمل دون انقطاع، فإن هذه الأندية ستبقى تتخبط، ورياضتنا ستبقى متأخرة، والميداليات الكثيرة التي يحصيها موظفو الاتحاد الرياضي في دورات وبطولات إقليمية أو من الدرجة الثانية والثالثة، لا يمكن أن تغطي الفشل وتعير من الحقيقة التي تقول وتؤكد أن إدارة العمل الرياضي بحاجة إلى إعادة نظر وبسرعة، حتى نتأخر أكثر عن الركب القاري والعالمي..
هشام اللحام
التاريخ: الأربعاء 17-4-2019
الرقم: 16959