ها نحن نمضي نحو منابع الضوء, عزيمتنا لم تهن ولم تعرف الانهزام أو المستحيل, مؤمنون بأن الصبح سيشرق من جديد, والأرض التي توضأت بدماء الشهداء ستظل تومض بالسنابل ونور الحقيقة.
نعم.. إنهم السوريون عبر التاريخ شعلة النضال المتواصل التي لم تهدأ في أي ركن من أركان هذا الوطن, إنهم أبناء الوطن الذين تدافعوا من كل حدب وصوب إلى دمشق ليكونوا في لقاء وطني من درعا وطرطوس ودمشق واللاذقية وحلب والحسكة وإدلب ودير الزور، قلبا واحدا, وروحا واحدة, ونضالا شاركت فيه شرائح المجتمع السوري بأطيافه كافة.
هذه هي سورية عبر السنين ترسم خطوط الحياة, وثوابت السياسة, فهي المؤمنة أن وهج الجلاء المتقد فيها سيبقى, وأن مواقفها ومبادئها لن تغيرها رياح هنا أو هناك… هل ننسى أنه عبر التاريخ تعرضت سورية لغزوات كبيرة وكثيرة, وفي كل مرة كان لنا جلاء مبين.
اليوم تعود ذكرى الجلاء وسورية تنتصر على الإرهاب, وتقلب المعادلات, وتُفشل المخططات والمؤامرات, لتبقى بوابة الشرق, والصدر العامر ببيارات الحب الأصيل, وليبقى شهداؤنا الذين رووا بدمائهم تراب هذا الوطن مشاعل النور التي تنير لنا دروب المستقبل.
سورية صنعت جلاءها بنضال لايعرفه إلا السوريون، ولم تستطع فرنسا بكل ماتملك أن تمزق قلبها النابض بالعزة والكرامة, بل بقيت كما عرفناها قوية صلبة لا تنكسر ولا تتراجع عن موضعها… كيف لا وأبناؤها المناضلون ظلوا يرددون في سجون الاحتلال «يا ظلامَ السّـجنِ خَيِّمْ إنّنا نَهْـوَى الظـلامَا»
مثل هؤلاء سيرسمون من جديد ملامح الوطن.. وسيدوّنون حكايات إنجازاته…. ليست المرة الأولى, ولن تكون الأخيرة, فمن صنع الجلاء في الماضي سيصنعه اليوم… وسنبقى نردد معاً: إن مسيرة الجلاء مستمرة ولن تتوقف.
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 17-4-2019
الرقم: 16959