الثقافة بفنونها المتعددة غذاء الشعوب الحقيقي، والتي تخلده كشعب متحضر، له مقام رفيع بين الشعوب، وسورية بالتحديد خلدها التاريخ لعراقة الثقافة فيها، بل هي رائدة من روادها، والقصة أحد فنون هذه الثقافة المعاصرة ضمن هذا الإطارأقيم مهرجان الأدب..
تابعنا ضمن أيام اتحاد الكتاب العرب الثقافية يوم القصة حيث شارك فيها عدد من كتاب القصة منهم.. حسام الدين خضور الذي قرأ قصة بعنوان (مريم), والقاص سهيل ديب حيث قرأ قصة بعنوان: (عاد من حيث أتى), كما قرأ محسن نصر قصة بعنوان: (ستكبر النجوم يا صغيري), واختتم الفعالية القاص عماد النداف…
جميع القصص التي قرئت، عالجت الحرب وتناولتها من زوايا مختلفة.. ولابدّ هنا من الحديث عن الجدلية الأبدية بين المبدع والمتلقي، بين الكاتب والجمهور، هذه الجدلية التي تولد التفاعل بين الطرفين، وبالتالي ماالجدوى من الفعل الثقافي ان لم يكن الكاتب أو المبدع هو المزارع وأفكاره هي البذار والمتلقي هو الأرض.. وهنا الطامة الكبرى، فإذا كان المبدع أو الكاتب يعمل على منتوجه الثقافي من اجل إخراجه للوجود، ووضعه بين طيات الكتب والشعور بينه وبين نفسه، بأنه كاتب أو مبدع، فهذا خلل بين طرفي المعادلة، وإذا كان يعمل لولادة عمل إبداعي أيا كان نوعه وليس لديه القدرة و الإرادة لإيصاله للمتلقي بكل شغف وحب، فهذا خلل في طرفي المعادلة.. فإذا كنا نكتب لنقرأ لبعض الأصدقاء والمعارف، فنحن نكتب إذاً لذاتنا، أي نكتب لأنفسنا.. ما قادني لقول ما قلت، أن يوم القصة كان في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، التي تضم عشرات الآلاف من طلاب العلم والآداب، وعلى أشهر مدرجاتها، والذين هم الأرض الخصبة، التي يجب على المبدع بذر أفكاره، في يوم القصة، كان أحد طرفي المعادلة المتلقي غائبا، والمفارقة أن طلاب كلية الآداب كانوا كخلية النحل في بهو الكلية وأقسامها وحدائقها.. وكان المدرج الذي أقيمت عليه فعالية يوم القصة خالية من الطلاب، أي من المتلقي، ومن هذه الظاهرة غياب المتلقي، أي غياب التفاعل.. من هنا على المبدع أو الكاتب أن يتساءل لمن أكتب، أو لمن أبدع.
حكمات حمود
التاريخ: الخميس 18-4-2019
رقم العدد : 16960
