مسرحي عتيق من البرامج التي تسلط الضوء على عمالقة الفن المسرحي، بأسلوب حواري شيق بين المقدمين, وضمن إعداد مدروس يغطي كافة جوانب حياة المبدع, فنرى كل من الممثلين كفاح الخوص ومجد نعيمي ورباب كنعان ومؤيد الخراط.. يحذون حذو من سبقهما ويتوجهون للتقديم ببراعة وعفوية بحديث يخرج من القلب للقلب, ويبدو الجهد واضحا في التحضير والإعداد فنحن أمام العديد من العمالقة مثل: عبد اللطيف فتحي وأحمد عداس وحسين ادلبي، فيسلط البرنامج الضوء على أغلب المفاصل في حياة كل من المسرحيين الضيوف فالمسرحي الراحل عبد اللطيف فتحي مسرحي عتيق من جيل الرواد وهو شيخ الكتاب في المسرح والملك لير في المسرح القومي وهو أبو كلبشة في التلفزيون, فيلتقي البرنامج بأحد المقربين منه ليعطي شهادة تتعلق بشخص العملاق وأعماله.
وبما أن المسرح فسحة إبداعية و فسحة من الامل كلما ارتفع ستارها خلق لدينا أمل, وكلما اسدل الستار خلق في النفوس العديد من الأسئلة, وقف البرنامج مع المخرج والممثل المسرحي حسين إدلبي القادم من المسرح الشعبي بحلب إلى دمشق، ليكمل مشواره بالدراسة الأكاديمية ثم في المسرح القومي بدمشق, وكان البرنامج موفقاً بالاستشهاد بالعديد من المشاهد المسرحية للفنان ادلبي كممثل بداية ثم كمخرج لتذكرّ بأعمال قديمة أو مسرحيات لم تأخذ حقها على شاشات التلفزة لتشدنا كمشاهدين وتحفزنا للتعرف على الفنان الضيف أكثر.
عرف الجمهور الفنان حسين إدلبي كمخرج من خلال مسرحية «الزوبعة» التي كانت بطاقة تعريف به كمخرج لجمهور المسرح, وتتالت بعدها العروض المسرحية فتميز إدلبي بغزارة انتاجه وعطائه، ويعتبر من الممثلين المخضرمين في فترة الستينات حيث رافق أغلب العمالقة من الفنانين خلال تلك الحقبة, ومن أعماله مسرحية «البخيل» التي أثارت ضجة عارمة من اهتمام النقاد والجمهور, ثم توالت العروض ثم تبعتها العديد من المسرحيات حيث تفاوتت العروض بمستواها الفني وبرغم ذلك بقيت محفوظة في الذاكرة, من أبرز أعماله «عريس لبنت السلطان» و«الرجل الذي رأى الموت» و«قاضي وادي الزيتون» وغيرها جميعها قدمت على خشبة المسرح القومي في السبعينات والثمانينات, حيث كان المسرح يتمتع بالغزارة.
لكن إدلبي غاب عن المسرح مدة خمس سنوات ليعود بمسرحية بعنوان «عودة كركوز وعواظ» قدمها على المسرح القومي وتميزت بأنها أخر ظهور للفنان الرحل حسن دكاك, ثم تلاه عرض بالتعاون مع ممدوح عدوان بعنوان «حمام شمس النهار» مثله مثل الكثيرين الذين تعاونوا مع ممدوح عدوا ن.
وكان للبرنامج إطلالة على أعمال الفنان الراحل أحمد عداس حيث كان يردد بأنه بدأ التمثيل بارتداء ثياب والده الدرك, أحمد عداس ابن حلب الذي شرب الأصالة مع مياهها وشارك بتأسيس فرقة المسرح الشعبي مع العديد من الفنانين المحترفين حيث ترك كل منهم بصمته الخاصة.
وأخيرا نستطيع القول بأن البرنامج من البرامج المميزة التي تعطي بعض الفنانين المسرحيين ولو جزءا بسيطاً من حقهم بالتذكير بهم وتسليط الضوء على أعمالهم, حيث يظلم أغلب المسرحيين دائما مادياً وإعلامياً فنرى أغلب المسرحيين يفرون لشاشات التلفزة التي تؤمن لهم المرود المادي والظهور.
سلوى الديب
التاريخ: الجمعة 3-5-2019
الرقم: 16970