ان كنا نبحث عن بداية نجوم الدراما السورية فسنجدهم في مرايا, وان كنا نبحث عن جيل الكبار فسنجدهم في مرايا, ان كنا نريد رؤيتهم قبل عمليات التجميل فسنجد ذلك في مرايا أيضا.
هذا المسلسل الذي بدأت أولى أجزائه عام 1982 واستمرت بشكل متقطع حتى عام 2013، وشارك ببطولته عدد كبير من الممثلين الذين أصبحوا من نجوم الدراما السورية. فكيف لاقى هذا النجاح ولماذا كان متميزا؟ وهل انتاج مسلسل واحد خلال عام كامل واعطاؤه الجهد الأكبر لاختيار قصص من الواقع أو مواقف عالمية يقوم بتوليفها لتكون مناسبة للبيئة,واختيار ممثلين مناسبين للأدوار في كل عام هو سر من أسرار الاستمرار؟.
قلما نجد نموذجا يشابه نموذج مرايا من حيث تفرد الشخصية الرئيسية تمثيلا وقدرة على تقليد اللهجات ببراعة وادخال بعض الأغاني المعبرة كأداء جديد في بعض الحلقات وتفرد الفنان ياسر العظمة في الكتابة واختيار مما «يشاهد ويسمع» والدخول في تفاصيل الحياة الاجتماعية لمكونات البيئة السورية وقدرته على امساك المشاهد لآخر لحظة من المسلسل اليومي والذي يستمر للأجزاء تتلوها أجزاء.
وقبل هذا التدفق لوسائل التواصل الاجتماعي ورؤية ردود أفعال الجمهور تجاه عمل فني من خلالها فقد تم استقصاء آراء الناس شعبيا من خلال تقبل الناس للمسلسل ولأبطاله واستقطاب وجوه تمثيلية واخراجية شابة صار لها شأن متميز بعد تجربة مرايا بفضل ايمانها بوجود طاقات جديدة ودماء جديدة لابد أن تدخل لتحيي المسلسل ولتجنب وقوعه في التكرار والملل, دون ان يعني ذلك اهمال جهود الآخرين الذين كانوا أركانا أساسية في المسلسل لكن الممثلة التي أدت دورا قبل 10سنوات لن تكون قادرة على أدائه بعد هذا الزمن ويمكن أن تؤدي أدوارا أخرى أكثر نجاحا في احدى لقاءاته السابقة سئل الفنان ياسر العظمة عن احتمالية توقف هذا المسلسل أو تبني أعمال أخرى أكد أنه ينوي التوجه الى أعمال أخرى لكن الناس تعيده اليه.
مرايا استمرت بالمشاهد النقدية الساخرة ويبدو أن الوطن العربي كان ينتظر موسم رمضان دون أن يفوته أي جزء منه ويبدو أن الطبيعة الانسانية تفضل طرح مشاكلها وصعوبات حياتها بشكل ساخر الأمر الذي يزرع الضحكة بدل بث التشاؤم في حياتها ويساعدها على تقبل الظروف والحياة القاسية, يمكن لهذا الأمر أن يكون سببا في استمرار هذا العمل ويؤكد الفنان العظمة على مبدأ التفاؤل بعودة الألق لكل الفنون في سورية بقوله: «اذا خبا في السماء نجم يعود ويلمع فيها نجم آخر. يجب ان نبقى متفائلين».
أيدا المولي
التاريخ: الجمعة 3-5-2019
الرقم: 16970