استطاعت الدراما السورية أن تتجاوز محنتها التي تعرضت لها من جراء الحرب الظالمة التي شنت على سورية، كما عملت جاهدة أن تحتل مكانتها بين الدراما العربية رغم الظروف القاهرة التي كانت تهددها، وربما اتهمها البعض بالتراجع أو الترهل وأنها لم تعد الدراما الأولى في الوطن العربي كما كانت في مرحلة سابقة.
ولكن هذه الانتقادات لم تقف عائقا في طريق صناع الدراما بل أعطتهم نوعا من التحدي والإصرار للنهوض من جديد والتعالي على الظروف والحصار الذي مورس ضدها لتنهض من جديد وتنافس على المراكز الأولى، والأعمال الفائزة كما الجوائز الهامة خير شاهد على تفوقها.
واليوم ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك وبانتظار مايحمله هذا الشهر الكريم وفي سنته المعتادة من أعمال، تقدم ندوة أماسي بإدارة الإعلامي ملهم الصالح عرضا بانوراميا للأعمال الدرامية السورية التي أعدت لهذا الموسم الرمضاني وذلك في مركز ثقافي «أبو رمانة».
وتهدف هذه الأمسية بحسب الصالح إلى تسليط الضوء على الأعمال الدرامية للموسم الحالي وتهيئة المشاهد وتعريفه بمكونات السلة الرمضانية السورية، وذلك بحضور عدد من شركات الإنتاج السورية العامة والخاصة وكوكبة من الفنانين المعنيين وصناع الدراما السورية.
وتتوزع الأعمال في هذه السنة على أقسام ثلاثة «دراما القطاع العام، الخاص، المشترك» وكانت حصة القطاع الخاص لهذا العام حوالى 15 عملا أي مانسبته 50% من الأعمال التي بلغت في عددها الثلاثين عملا، بينما كانت حصة القطاع المشترك 10 أعمال والباقي كان للمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني.
أما فيما يخص تصنيفات الأعمال، فقد بلغ عدد أعمال البيئة الشامية «6» أعمال، والدراما التاريخية «3» أعمال، وكان النصيب الأكبر للدراما المعاصرة وعددها «16» عملا، أما أعمال الكوميدي فعددها «8» أعمال.
واستعرضت الندوة عددا من الأعمال لشركات إنتاج مختلفة، ومن هذه الأعمال «أثر الفراشة» التي اتكأت على رواية «الحب في زمن الكوليرا» من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني، ومسلسل «ناس من ورق» النص لأسامة كوكش وإخراج وائل رمضان، وذلك ضمن مشروع «خبز الحياة».
ومن الأعمال التي سنتابعها خلال الموسم الرمضاني للعام 2919 «شوارع الشام العتيقة»، ومسلسل «عن الهوى والجوى»، وهو من إخراج فادي سليم والنص لشادي كيوان، ونشاهد تعدد الأدوار لكل ممثل وفي مراحل عمرية مختلفة، ومسلسل «ترجمان الأشواق، كونتاك، الحب جنون، مسافة أمان من إخراج الليث حجو، ومسلسل سلاسل ذهب»، للمخرج سيف حامد، إخراج إياد نحاس، قصة سيف حامد.
وعن مسلسل «سلاسل من ذهب» تحدث سيف حامد كاتب العمل، أن العمل هو نوع من أعمال البيئة الشامية، يحكي قصة تاجر للذهب «بسام كوسا» بدور مهيوب، يحاول أن يستغل النساء عن طريق إغرائهم بالمال، وهو عمل تشويقي يبتعد عن الشخصيات النمطية ويتوجه إلى شخصيات من لحم ودم قريبة من الواقع.
وأضاف: يجب أن نعترف بأن المزاج الإنتاجي يتحكم بسوق الدراما لكننا نصارع من أجل أن نقدم مانريد قدر الإمكان، لأن شركات الإنتاج تبحث دائما عن العمل الرابح قبل أن تهتم بمقولة العمل ورسالته.
ومن الأعمال التي ستعرض في الموسم الرمضاني «الحب جنون من إخراج تامر اسحق والنص لسليمان عبد العزيز، كما سيتابع المشاهد مسلسل «نبض، حركات بنات، بقعة ضوء..»
وكما اعتدنا يزدحم الموسم الرمضاني بالأعمال ويقع المشاهد في حيرة أي الأعمال سيتابع، وكثيرا ماتظلم بعض الأعمال، ورغم الطروحات والنقاشات التي كانت تنادي أن توزع الأعمال على مدار السنة، لكن دون جدوى، وباتت سنة المنتجين والمخرجين أن يقدموا أعمالهم في هذه الفترة من السنة، ويبدو المشهد الدرامي حافلا بالأعمال، وسنشهد عودة الأعمال التاريخية والكوميدية بشكل أكبر، ونتمنى أن تعود درامانا إلى ألقها المعهود بعد تجاوز التحديات التي اعترضتها في فترة الحرب الظالمة التي شنت على البلاد.
فاتن أحمد دعبول
التاريخ: الجمعة 3-5-2019
الرقم: 16970