بفرح عامر ألوي عنق السراب
أضرج سرير الحلم
بدم الشعر الواثب على عجل.. فوق النبوءة
لجحافل النابضين بالرحيق
حس شعوري رهيف يبدو في غاية الاكتناز تنقلنا من خلاله الشاعرة عواطف بركات الجاروف من حالة التوصيف الحسي إلى حالة المشهد الحركي الجمالي المليء بالعاطفة, حيث يبدو للمتلقي على أنه لوحة فنية لمشهد ما, أو مفردة من مفردات الطبيعة الغنية بنقائها وألوانها وعذوبتها, «فعندما تقول أضرج سرير الحلم, بدم الشعر» إيماءات شعرية مكثفة تحمل تساؤلات عديدة في سياقها العاطفي الوجداني.
في قصيدتها ( امرأة لا تقع إلا بالحب ) ترسم مشاهدها في جو عاطفي مشحون بالشوق والتوق والاحتراق, حيث تبرز الجانب الجمالي الأنثوي الذي يزخرف عين الناظر بالعشق, وتأبى إلا أن تكون حلما مكتملا تصل فيه إلى مبتغاها ليورق ويزهر حبا, تقول:
يا حاملا الأتون.. الشوق لك
ولي لهفة الغابات في عينيك
أدير مقبض الباب مع عقارب الساعة
لألتقي بك خلف قميصك.. على بساط أحمر
لسعني عقرب الحقيقة الكبير
لا يكفي أن يأتي إليها معلنا الحب الذي يشعل أوصالها ومن ثم يغيب, تريده بين فواصل الرحيق الذي تنشده, ليشكل توابل حبها.. عشقها فتبدد وحشتها في هذا السكون الرهيب, وتستغرق في جمالية نشر شذاه إلى كل المتذوقين والراغبين والباحثين بصدق عن أريجه.
تقول في قصيدتها (مسافة الرحيق ):
أنظر.. أترى؟!
من يحترق أكثر على النار الهادئة
عقلي القصير وساقاي الطويلان أم
المسافة بين الرحيق والرحيق
وأنا أسقي ضراوة غيابك, عصير الأفق
وأرقص على حبل الشعر
بلا عصا.. لا تنقذني من حبل جاذبيتك
نصوص عواطف بركات الجاروف في مجموعتها ( معراج المانوليا )الصادرة عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع تضمنت العديد من العناوين المتنوعة, بعضها لم يتوقف عند الهم الذاتي بل تعداه إلى الهم الاجتماعي والإنساني,وبعضها الآخر حمل أصحاب المال والنفوذ في عالمنا العربي الذنب في وضع أموالهم في أيدي القتلة والثعالب, الذين يرقصون على دماء الضحايا, والأغلب من هذه العناوين مليئة بالدلالات والإيماءة الشعرية, التي تترك للقارئ مجالا للتأمل والتفكير, كلمات ومعان رسمت بإحساس صادق قدمها حالة إبداعية, الدفء والحلم ديدنها.
علاء الدين محمد
التاريخ: الجمعة 3-5-2019
الرقم: 16970