تقليد اجتماعي محبب لدى الأسر الدمشقية يجمع الشمل ويذكرنا دائما بالخير ، ويتمثل بالسيران الجماعي العائلي، عندما يقترب شهر شعبان من نهايته وخصوصا في الجمعة الأخيرة منه.. إنه «تكريزة رمضان» حيث يستعد الدمشقيون لاستقبال هذا الشهر الذي يخرجون فيه للنزهة في مناطق مطلة على الخضرة والمياه، ومن المناطق التي كانوا يرتادونها، الغوطة والربوة والهامة ودمر والشادروان .. ومنهم من كان يذهب إلى مناطق أبعد فتكون تكريزة رمضان في عين الفيجة وأشرفية الوادي، أو على نهر بردى وينابيع بقين والزبداني.
يبدأ السيران في أول النهار وينتهي بعد العصر بالعودة إلى المنازل، و يفضلون فيه أكلات الزيت والمشاوي اذ يقوم الرجال بالشواء بينما تنهمك النسوة بعمل السلطات والتبولة ، في حين يمارس الشباب لعب « الشدة « وطاولة الزهر، ومن كان يتقن العزف على آلة العود، أو صاحب صوت شجي، فيقدم وصلة غناء على العود أو البزق والدربكة مع العتابا وابو الزلف وبعض المنولوجات الشعبية .
تكريزة رمضان عادة محببة لأهل دمشق، ومازالت بعض العائلات تقوم بها كنوع من المحافظة على تقاليد الآباء والأجداد، وللتأكيد على صلة الرحم والقربى. الآن وبعد سنوات الحرب الارهابية التي مرت على بلدنا الحبيبة، عاد السوريون ليتنفسوا الصعداء وبدأت المطاعم والمتنزهات تحتضنهم وتنتظر استقبالهم في ليال رمضانية تراثية ، مؤكدة لكل العالم بأن الشعب السوري قادر دائماً على الحياة والديمومة التجدد .
الثورة – عبير علي:
التاريخ: الجمعة 3-5-2019
الرقم: 16970