كم من لقاء حب شهدت وكم من ساعات انتظار رهنت نفسها مفتوحة على مصراعيها، كم يد لوحت مودعة، وكم منديل نشر على قضبانها ليفوح منه عطر من بعيد ومهاجر.
أولادنا في الغربة هاجروا لم ينسوا تلك المنازل وشبابيكها التي كثيراً ما خلعتها الرياح، لكنها كثيراً ما كانت ملجأ لأعشاش العصافير يختارون من زواياها ما هو مناسب لبناء «منازلهم» فيها، لكن الصغار الذين ولدوا في بلاد لا تشبهنا لن يكون لهم ذكرى هنا، و لن يروا في هذه الشبابيك ما يوحي لهم بحنين إلى شيء مضى له في القلب منزلة.
لم يكن الشاعر المتنبي يقصد في مطلع قصيدته «لك يامنازل في القلوب منازل أقفرت أنت وهن منك أواهل « ذكرى هذه المنازل التي تآمرت عليها قوى الطبيعة لكنها لم تستطع خلعها من مكانها، المنازل في أي مكان وزمان تبقى عامرة بسكانها .
حماة – أيدا المولي:
التاريخ: الجمعة 3-5-2019
الرقم: 16970