بعد استعادة الملاحات لعافيتها وتدوير عجلة إنتاجها.. المؤسسة العامة للجيولوجيا تطالب بإيقاف استيراد الملح مؤكدة قدرتها على تغطية الاستهلاك المحلي
طلبت المؤسسة العامة للجيولوجيا في مذكرتها المرفوعة إلى رئاسة مجلس الوزراء الطلب من وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية إيقاف استيراد الملح، بعد أن تمكّنت ملّاحات المؤسسة من استعادة عافيتها، وتدوير عجلة إنتاجها، وقدرتها على تغطية الاستهلاك المحلي بالكامل من ملح الطعام والملح الصناعي.
حيث إنه ومع موسم الأمطار الوفير لهذا العام امتلأت السبخات ويتوقع أن يبدأ انتاج الملح خلال النصف الاول من شهر ايار الحالي.
المؤسسة بينت أنه تبلغ حاجة القطر من الملح حوالي 200 ألف طن سنوياً, وقد وضعت المؤسسة خطة لاستثمار ملاحة الموح بتدمر وملاحة الجبول بحلب كما وستباشر المؤسسة إعادة تأهيل منجم ملح (التّبنة) في دير الزور خلال الايام القليلة القادمة لإنتاج 100 ألف طن أخرى سنوياً من ملح الطعام، لرفع الطاقة الانتاجية من الملح لتصل لأكثر من 200 ألف طن، ما يعني أننا سنكون قادرين على تصدير الفائض، والاستغناء نهائياً عن الاستيراد, ما يوفر القطع الأجنبي اللازم للاستيراد.
يبلغ الاحتياطي الجيولوجي حوالي 350 مليون طن، أي إننا نملك احتياطياً هائلاً مقارنة باستهلاكنا السنوي.
وأشارت بتميّز الملاحات السورية بالتجدّد، إذ يبدو الملح ثروة سوريّة غير قابلة للنفاد، حيث تتجمع مياه الامطار القادمة من أعالي الجبال التي تحوي صخوراً ملحية لتتجمع في أماكن منخفضة وعلى مساحاتٍ شاسعة، وما أن تجفّ هذه المياه حتى تترك وراءها سنوياً كمياتٍ كبيرة من أطنان الملح، فيتم لمّها ومعالجتها لتكون جاهزة للاستهلاك، وتعمل المؤسسة على استثمار هذه الملاحات الطبيعية المتجدّدة ما يوفر سنوياً فرص عملٍ مهمة للعديد من الناس.
وأضافت: سيطرت العصابات الإرهابية المسلّحة على كل هذه الملاحات سابقاً في تدمر وحلب بالإضافة الى المنجم الرئيسي في دير الزور الأمر الذي أدى الى استيراد الملح بالقطع الاجنبي, ولكن ما أن تم تحرير هذه المواقع حتى سارعت وزراة النفط والثروة المعدنية إلى وضع خطط إسعافية لاستثمار الملح من ملاحاتها وإعادة تأهيل منجم الملح في دير الزور الذي يقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات في منطقة التبنة وعلى بعد 50 كم غرب مدينة دير الزور، ويقبع المنجم على عمقٍ يصل إلى 165 متراً، وتصل أطوال أنفاقه المستثمرة والمستكشفة تحت الأرض إلى 7 كم وعرضها 8 أمتار بارتفاع 4أمتار، مغلفة بشكل كامل بالملح.
ويعود اكتشاف طبقة الملح الصخري في «التبنة» إلى نحو ستين عاماً، وتصل نقاوة الطبقة الملحية ما بين 97 و99.8 بالمئة، ويتم استثمار المنجم بطريقة الغرف والدعامات، بحيث يستثمر30 بالمئة من الطبقة الملحية ويترك 70 بالمئة لدعامة السقوف.
وكان استثمار المنجم قد بدأ في العام 1969 عندما قامت شركة «أريم الأسبانية» بحفر بئرين بعمق 165 متراً إلى الطبقة الملحية، يصل بينهما نفق بطول 640 متراً، وقد ركب على البئر الأول مصعد بطاقة 72 ألف طن سنوياً، في حين زود البئر الثاني بمروحة سحب هواء بطاقة 200 متر مكعب في الدقيقة تقوم بتزويد العاملين بالأوكسجين اللازم تحت سطح الأرض، كما تم تركيب سلم نجاة على هذا البئر للحالات الطارئة.
وفي العام 1972 بدأ استثمار المنجم بأيادٍ وطنية، وكانت وسائل العمل في حينها تقتصر على معدات الحفر التي تعمل بالهواء المضغوط، تقوم بحفر الصخور الملحية، ثم تعبأ الثقوب بالمتفجرات وتفجر، لتبدأ بعد ذلك تعبئة نواتج التفجير يدوياً بالرفش ضمن عربات صغيرة يجرها قطار ديزل إلى المصعد ثم إلى معمل المنجم الواقع على سطح الأرض.
ولكن مع تزايد الطلب على مادة الملح الصخري، كان لابد من تطوير معدات العمل الموجودة في المنجم لتغطي حاجة سورية من هذه المادة، تم تطوير المنجم واضافة خط لإضافة اليود الى الملح.
يذكر أن البنية التحية لمنجم ملح التبني بدير الزور مدمرة بالكامل, وتشمل خطة إعادة التأهيل, تشغيل مصعدي الرفع وسحب الهواء وإصلاح المعدات المنجمية بالإضافة إلى إقامة مستودعات التخزين والمطاحن.
دمشق – الثورة
التاريخ: الثلاثاء 7-5-2019
رقم العدد : 16971