هدفهما بث الرعب وإنشاء قواعد جديدة للناتو … محلل سياسي أميركي: هجومي نيوزيلندا و سيريلانكا حدثا بتنسيق أميركي سعودي
كشف الاقتصادي والمحلل السياسي الأمريكي بيتر كوينيغ أن الهجمات الإرهابية في سريلانكا في عيد الفصح الفائت والتي أودت بحياة أكثر من 350 ضحية و تلك التي حصلت في نيوزيلندا والتي راح ضحيتها أكثر من 50 شخصاً هي عمليات مترابطة خرجت من تحت عباءة الإدارة الأمريكية.
وفي مقال له بصحيفة «غلوبال ريسييرش» الكندية قال كوينيغ أن الكراهية بين الديانات تبدو في ارتفاع، ففي نيوزيلندا قبل بضعة أسابيع هاجم متطرف أبيض مسجدا، مما أسفر عن مقتل 50 شخصا، و قبل أسبوعين قتل بالرصاص في كنيس بالقرب من سان دييغو ، كاليفورنيا امرأة، وقال القاتل إنه استوحى عمليته من مذبحة نيوزيلندا.
و قال كوينيغ أن هذه الحروب الصغيرة التلقائية بين الأديان جزء من جهد أجنبي «فرّق تسد» ، وهي استراتيجية استخدمتها الإمبراطوريات لعدة قرون ، لكن يبدو أنها على قيد الحياة وبصحة جيدة مع الإمبراطورية الحالية المتمركزة في واشنطن.
وتابع بيتر إن هجمات سريلانكا هي عمل يدوي للإرهابيين العائدين من القتال في سورية، ويمارسون الأيديولوجية الوهابية السلفية المدعومة من السعودية ، مضيفًا إن هذه الهجمات تتماشى مع طريقة عمل السعوديين» برعاية الإرهاب الوهابي في جميع أنحاء العالم.
و لفت الكاتب الى ان الرعاية السعودية للعقيدة السلفية الوهابية الموجودة في جميع أنحاء العالم، من بوكو حرام إلى داعش، ومن طالبان إلى القاعدة، يحكمها خيط أيديولوجي مشترك يمر عبر هذه الجماعات الإرهابية، هذه هي الأيديولوجية الوهابية السلفية التي ترعاها السعودية والتي يعتبر نظيرها في جنوب آسيا ترابط مزدوج بين السلفية والوهابية.
ويرى الكاتب ان الرعب الذي تتسبب به الجماعات ذات الإرتباط السلفي الوهابي الذي يغذيه النظام السعودي يحظى بدعم و مباركة أمريكية لأنه يحقق مصالحها الإستراتيجية, فهذا العطاء يؤدي إلى جعل الإرهاب تدريجياً مبرراً لقواعد الناتو في جميع أنحاء العالم؟ – ربما في سري لانكا ، غدا؟ حتى الآن سريلانكا نظيفة من الناتو، سريلانكا ليس لديها حتى اتفاق شراكة مع الناتو.
و عقّب الكاتب على رؤيته لهذه الزاوية قائلاً: انظر فقط إلى الموقع الجغرافي الإستراتيجي العالمي لسريلانكا ، والذي يربط بحر العرب بالمحيط الهندي، قد يكون لسريلانكا أيضًا اتصال مباشر بجزيرة دييغو غارسيا البريطانية الصغيرة ، في أرخبيل شاغوس ، شمال شرق مدغشقر، حيث تستضيف دييغو غارسيا أكبر قاعدة بحرية أمريكية خارج القارة الأمريكية.
و تساءل بيتر : هل سيكون من المنطقي أن ينشئ حلف الناتو قاعدة في سريلانكا للسيطرة على جنوب شرق آسيا؟، وقال: من شأن الهجمات التي تشنها السلفية الوهابية الموجهة من السعودية أن تخلق الفوضى الضرورية التي تبرر لأجهزة الاستخبارات الغربية – بالإضافة إلى حلف شمال الأطلسي – للهبوط في كولومبو ، لإنشاء مزيد من الاحتجاجات والفوضى – صراع داخلي لا ينتهي ، مما يعطي صناعة الحرب تدفقًا جديدًا غير مسبوق للربح ، وبالتالي ، ما يبرر الحرب التي لا تنتهي على الإرهاب – وبالتالي ، الاقتراب أكثر من بوصة من الطيف الكامل للهيمنة على الأرض الأم وقاطنيها التعساء.
و يقول بيتر إن مفتاح ومحرك كل ذلك هو حلف الناتو ، الذي يرتكز أسلوب عمله على القتل من أجل لقمة العيش والهيمنة والربح, وإذا كان هناك سلام في أي وقت – وهذا ما تريده الغالبية العظمى من سكان هذا العالم، لذلك ، يتعين على أوروبا التي تتمتع بأكبر عضوية في حلف الناتو (27 من 29 دولة) أن تضع الأموال في مكانها، وإذا كانت أوروبا تدعي أنها محبة للسلام – حقاً؟ يجب أن تضع اموالها في خلق السلام, ولا يتم ذلك إلا بالانسحاب من الناتو ، ورفضها دفعة واحدة لتمويل آلة القتل هذه بحجة «حماية أوروبا»..
وأضاف: أوروبا وبقية العالم ليست في خطر ، إلا في خطر من نفسها لكونها تابعة للولايات المتحدة واستضافتها لـ 30 قاعدة من قواعد الناتو التي ستكون الأولى في خط النار ، إذا اضطر الشرق للدفاع عن نفسه من هذا العدوان الدائم بقيادة البنتاغون والناتو.
وفي ختام مقاله وجه بيتر حديثه إلى أوروبا: اوقفوا تمويلكم للناتو , اخرجوا منه و فككوه الآن قبل أن ينشئ الناتو قاعدة أخرى في آسيا ، قبل أن ينشر الناتو المزيد من القتلى في جميع أنحاء العالم.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 8-5-2019
رقم العدد : 16972