حذر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مما سماه «الخطر الوجودي» المتمثل باحتمال تفتت أوروبا مبررا بذلك مشاركته المباشرة والفاعلة في الحملة الانتخابية استعدادا للانتخابات البرلمانية الأوروبية المزمع إجراؤها الأحد المقبل.
ونقلت وكالة فرانس برس عن ماكرون قوله في مقابلة مع الصحافة الاقليمية نشرت أمس إنه يرغب باتفاقية تأسيسية أوروبية بعد الانتخابات يشارك فيها المواطنون والقادة السياسيون لتحديد استراتيجية أوروبا للسنوات الخمس المقبلة وما قد ينتج عن ذلك من تعديل للمعاهدات القائمة.
وأضاف ماكرون: سأكون مسؤولا أمام التاريخ في حال تركت أوروبا تتفتت، مشيرا إلى أن هناك للمرة الأولى تواطؤا بين القوميين ومصالح أجنبية لتفكيك اوروبا.
واعتبر ماكرون أن الانتخابات المزمع اجراؤها مهمة جدا لان الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم خطرا وجوديا حسب تعبيره.
بدوره اعتبر وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لوميرا أن اليورو «لم يكن يوما مهددا كما هو عليه اليوم»، بسبب الأزمة الاقتصادية القائمة نتيجة الحروب التجارية، ورغبة بعض القادة الأوروبيين بوقف التعامل بالعملة الموحدة.
وقال الوزير الفرنسي خلال لقاء عقده مع عدد من الصحفيين في باريس أمس: هناك من يعتقدون مثلي أن اليورو بات مهددا، وهو بالفعل لم يكن يوما مهددا كما هو عليه اليوم، مشيرا أيضا الى خطر تضخم قيمة الأصول وعودة الأزمة المالية، معتبرا أن العملة الأوروبية الموحدة مهددة خصوصاً لأسباب سياسية، لأن العديد من القادة الأوروبيين لا يخفون رغبتهم بالتخلص من اليورو.
وكان لومير قد شن هجوما لاذعا على الولايات المتحدة، قائلا إنها تفضل أن ترى دول التكتل مقسمة، وذلك قبل أسبوع من الانتخابات الأوروبية.
وقال لومير في مقابلة مع قناة «بي إف إم تي في» التلفزيونية أمس الأول: اليوم ولأول مرة منذ 1945، تريد الولايات المتحدة أن يختفي المشروع الأوروبي ويضعف، وأضاف أن الولايات المتحدة لا تريد سوى أوروبا ضعيفة ومنقسمة.
وفي برلين دعا الوزير الألماني مايكل روث عند وصوله إلى لقاء وزراء الشؤون الأوروبية في بروكسل إلى ضرورة العمل لتجنب وضع الاتحاد الأوروبي بين أيدي القوميين والشعبويين.
من جهته دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الذي تنتهي ولايته في تشرين الأول إلى القتال حيث يستحقّ الأمر ذلك حسب تعبيره، وقال: لا حاجة للقول بوضوح إن على النقابيين والاشتراكيين الديموقراطيين والمسيحيين الديموقراطيين والآخرين أن يقفوا صفاً واحداً لردع خطر اليمين المتطرف، خلال العقد المقبل وأيضاً خلال الانتخابات الأوروبية المقبلة.
ودعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل منذ السبت المسؤولين السياسيين الأوروبيين إلى الوقوف «بشكل قاطع» بوجه التيارات التي تريد تدمير أوروبا.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الأربعاء 22-5-2019
الرقم: 16983