«خمسة ونص».. صـراع السـلطة والشــهرة والحـب

لم تكشف الستارة بعد عن سبب تسمية مسلسل « خمسة ونص» للكاتبة إيمان السعيد بهذا الاسم، رغم مرور ثلث العمل الدرامي، ولا أرى في العنوان ما يجذب المتلقي بغض النظر عن فحوى المضمون الذي يدور مجمله حول الصراع الناشب كالنار في الهشيم منذ بدء حلقاته الأولى بين الشاب المتغطرس «غمار» الذي قام بدوره النجم قصي خولي، وزوجة والده الفنانة اللبنانية «رلى حماد» الذي توفى ابنها الوحيد إثر حادث أليم.. قد يكون سببه الأخ وليس الشقيق!
يظهر المسلسل وبشكل واضح الصراع للحصول على السلطة وكسب النفوذ والمال، لكن ما يميز العمل برأيي هو الجرأة في تمثيل تيار سياسي لبناني يعقد اجتماعاته ويمارس أفراده حياتهم متعرضين لمواقف حياتية قد نشهدها على أرض الواقع اللبناني، فكانت أحداث المسلسل أشبه بصورة حقيقية نتابعها عن بعد عبر وسائل الاعلام، ليتعدى المسلسل الحالة العاطفية التي تجمع الدكتورة «بيان» التي قامت بالدور «نادين نسيب نجيم، وقصي خولي»، كاشفاً كواليس واشارات ودلالات وأوراق من يتاجرون بالإنسانية مفتقدين للكثير منها في سبيل تحصيلهم للعملات والأرباح.
هو الشعور بالفوارق الاجتماعية والنفسية التي تعيشها شخصية الدكتورة «بيان» المتخصصة بالأمراض السرطانية داخل « البلاط الملكي» إن صح التعبير.. وعدم انسجام ايقاعها الانساني مع سيمفونية زوجها «غمار» صاحب السلطة الذي يشتري بماله كل شيء حتى البشر، وربما هو ما سيترك زوجته لاحقاً تشعر بالارتياح للفنان «معتصم النهار» في وقت يمر غمار بحالة النبذ من قبل زوجة والده الرجل السياسي المخضرم الفنان «رفيق أحمد»، فأحياناً نتعاطف معه ونشعر وكأنه «ابن البطة السوداء» وأحيانا أخرى نشك بأنه من قتل أخيه ليصبح الوريث الوحيد للعائلة، سنترك الأحداث تكشف لنا أوراقها فيما بعد.
بقالب درامي يبرز حب الظهور والانتصار على الآخر، هو ما حقق نسبة متابعة ملحوظة في الماراتون الرمضاني، لكن برأي أن هناك حلقة مفقودة تفقد المسلسل متعة المشاهدة قد تكون برودة الأحداث وإيقاعها البطيء، وقد تكون رؤية المخرج اللبناني «فيليب الأسمر» غير الموفقة في انتقاء بعض الممثلين كما يتطلب الدور، رغم التكلف في ابراز جمالية الصورة والتركيز على الطبيعة الجميلة، والتفنن في اظهار «البريستيج» الذي يعد جزءاً كبيراً من العمل.
في حين تحدث النقاد الدراميون عن التفاف النص حول بطلة المسلسل «ندين نجيم» فإن لم تكن في المشهد الدرامي يكون الحديث عنها وهو ما أضعف العمل بنظرهم.. بدورها لم تبخل نجيم في الاستعانة بطبيب متخصص في الأمراض السرطانية كي تتقن دورها في التعامل مع المرضى ويكون تمثيلها أقرب إلى قلب المتلقي.. وفقاً لما صرحته لوسائل الإعلام.
بينما حجزت أغنية الشارة « يا بتفكر يا بتحس» للنجمة المصرية «شيرين عبد الوهاب» عند المتلقي حيزا مهماً لاسيما وأنها باللهجة اللبنانية، كلمات الأغنية علي المولى وألحان صلاح الكردي، تضعنا الأغنية كما المسلسل في خيار وتساؤل مشروع يتردد في أذهاننا هل هو مسلسل عاطفي بالقدر الذي أوصلت فيه الأغنية احساسه، وماذا سيترك المسلسل في أذهاننا.. أم أنه سيفتح لنا قريحة « يا منفكر يا منحس» ؟!
رنا بدري سلوم
التاريخ: الخميس 23-5-2019
رقم العدد : 16984

آخر الأخبار
حملة فبركات ممنهجة تستهدف مؤسسات الدولة السورية.. روايات زائفة ومحاولات لإثارة الفتنة مع اقتراب العام الدراسي الجديد...  شكاوى بدرعا من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية  برامج تدريبية جديدة في قطاع السياحة والفندقة إلغاء "قيصر".. بين تبدل أولويات واشنطن وإعادة التموضع في الشرق الأوسط دعم مصر لسوريا..  رفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية  تطوير التشريعات والقوانين لتنفيذ اتفاقيات معرض دمشق الدولي أزمة المياه تتجاوز حدود سوريا لتشكل تحدياً إقليمياً وأمنياً "كهرباء القنيطرة": الحفاظ على جاهزية الشبكة واستقرار التغذية للمشتركين جهود لإعادة تأهيل مستشفيي المليحة وكفربطنا إشارات ذكية وتدريب نوعي لرفع كفاءة كوادر المرور أسدل ستارته..  معرض دمشق.. منصة تشاركية للاستثمار والعمل   إعادة الأموال المنهوبة… بين البعد السياسي والاقتصادي لإعمار سوريا  الدفاع المدني يجدد المطالبة بالإفراج عن حمزة العمارين المختطف في السويداء  الداخلية العراقية تنفي رواية روجها "الحشد الشعبي" بوقوع اشتباكات مع مسلحين على الحدود السورية  وزير المالية: ما تحقق في المعرض إنجاز وطني كبير  إغلاق تراخيص التأمين والتمويل العقاري  الجامعة العربية تدين التوغلات الإسرائيلية وتؤكد دعمها لوحدة سوريا واستعادة الجولان  سوريا في قلب أزمة جفاف غير مسبوقة تهدد الأمن الغذائي  "فورين بوليسي": الشرع أمام اختبار إعادة بناء سوريا  صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان