ترجمـــــان الأشـــــــواق.. أبعــــــــــاد رصينــــــة..

يبدو أن مسلسل ترجمان الأشواق يحمل منذ بداية حلقاته الأولى رموزا تشد المشاهد ليبدأ بفكها تدريجيا, من حيث الأفكار التي تبدأ باعتناق الشخصيات الرئيسية في المسلسل الفكر اليساري ومع مرور السنوات تختلف الميول والاتجاهات، ليتنحى هذا الفكر جانبا بنظرياته وأيديولوجياته بعد أن يفرض الواقع أحكامه على أسلوب الحياة والمعيشة..
هذا شيء والشيء الآخر.. أن ابطال المسلسل يعيشون ضمن سياق عائلي مختلف عن الآخر فالفنان غسان مسعود الذي اتجه للتصوف يعيش مع خيال زوجة دون أن يفقد توازنه في الحياة ويمارس مهنته في طب الجراحة, مؤمنا بالعلم وبكل أخلاق ومهارة يقوم بأداء مهامه يساعده في ذلك طبيب وطبيبة متدربة,مما يعني ان يكرس عند المشاهد فكرة أن هذا النوع من الايمان يختلف معتمدا في ذلك على الصبرو بقول بوذا.. الباحث عن العلم كالباحث عن الماء في الرمل..مما يعني أن الفكر اليساري الذي اعتنقه لم يدخله في دوامة التناقضات والخلل المعرفي أو السلوكي, اضافة الى أن اختيار الكاتب ليكون هذا الفنان متصوفا( تربطه علاقة روحانية مع الخالق دون أن يفرض شيئا من هذا على محيطه العائلي أو المهني) دون أن يكون متعصبا وهذا أمر يبعث على الراحة في نفس المشاهد, آخذا بعين الاعتبار ملل المشاهد من السلوك والفكر المتعصب الذي يقضي على كل تطور والذي ذاق منه السوريون مرارة الحياة..
أما الفنان فايز قزق الذي اختار أن يخصص جزءا من حياته اليومية بقضائها مع راقصة في ملهى راغبا أن يكون هذا الجزء فارغا من الهموم ومن الأفكار، مفضلا أن يعيش هذا الجزء بلا أفكار ودون أدنى تأنيب ذاتي يعذبه بابتعاده عن أسرته وزوجته المتفانية في خدمة والده المصاب بالزهايمر,لكن الفنان قزق مازال يدير مكتبة والده ومازال الكتاب يعني له الكثير.
الشخصية الثالثة وهي الترجمان التي يؤديها الفنان عباس النوري فتحمل اشكالية أيضا تتمثل بتشربه للفكر اليساري,دون أن نلحظ تأثيرات واضحة من حيث التنظير او الحديث بكتب أعلام الشيوعية انما وجدنا أنه لم يعد يعبأ بكل ترجماته التي وجدها في غرفة ابنته المخطوفة أو المختفية,ونعرف من جانب آخر أنه لم يعد يعرف لماذا عاد الى بلده وهو لايستطيع أن يعرف أي شيء عن ابنته التي تركها منذ سنوات طويلة ولايستطيع أن يتصرف في أي شيء حيال هذا الموضوع,وتبدو عليه سيطرة العواطف والمشاعر بحيث تقف هذه العواطف عثرة للانتقال الى حلول أكثر واقعية.لكن بيت العائلة مثل أي عائلة سورية الأم والاخت والصديق يبحثون عن حلول لقضيته دون جدوى..
نتحدث في هذه المادة عن المسلسل وهو في حلقاته الست الأولى تعرفنا من خلالها على جيل الاجداد,من خلال الفنانة ثناء دبسي التي تحافظ على ملكاتها الفكرية وشخصيتها المتوازنة على عكس الفنان حسام تحسين بك المصاب بالزهايمر والذي كان معاصرا لفارس الخوري وشكري القوتلي «كما يقول « وتنفرد المساحة للأبناء المتمثلين بالأصدقاء الثلاثة مع زوجاتهم واخواتهم، ولابد أن وجود الأحفاد سيكون له تأثير على مجريات الأحداث وسيخلق تحولا في نسيج السيناريو خاصة بعد أن بدأت أولى هذه التحولات مطالبة ابن الفنان قزق ببيع المكتبة وبيت العائلة.
الا أنه لوحظ بعض الاخطاء التقنية المتمثلة بحديث السكايب حيث تظهر دقة الصورة (HD) وهو مالا يظهر في السكايب, خاصة مع بطء أداء شبكة النت كما لا تظهر الاصورة الشخص المتصل به, كما أن الشارة لم تضف الى المسلسل ذاك التأثير الذي كان من المفروض أن يخلقه مسلسل اجتماعي بتلك الأبعاد الرصينة,والمحاور التي تركز على فترة زمنية تعيشها العائلة السورية وفق تحديات وصراعات بين الماضي والحاضر وبين أجيال ثلاثة يعيشون تحت سقف واحد.
أيدا المولي
التاريخ: الخميس 23-5-2019
رقم العدد : 16984

آخر الأخبار
"صندوق التنمية السوري".. خطوة مباركة لنهوض سوريا على كل الصعد من الجباية إلى الشراكة.. إصلاح ضريبي يفتح باب التحول الاقتصادي فضيحة الشهادات الجامعية المزورة.. انعكاسات مدوية على مستقبل التعليم   أزمة إدارية ومالية.. محافظ السويداء يوضح بشفافية ملابسات تأخير صرف الرواتب "صندوق التنمية السوري".. إرادة وطن تُترجم إلى فعل حين تُزوّر الشهادة الجامعية.. أي مستقبل نرجو؟ جامعة خاصة تمنح شهادات مزورة لمتنفذين وتجار مخدرات  وزير الاقتصاد: ما تحقق في"دمشق الدولي" بداية جديدة من العمل الجاد "اتحاد غرف التجارة الأردنية" يبحث تطوير التعاون التجاري في درعا تفعيل دور  الكوادر الصحية بالقنيطرة في التوعية المجتمعية "المرصد السوري لحقوق الإنسان" يقطع رأس الحقيقة ويعلقه على حبال التضليل حملة فبركات ممنهجة تستهدف مؤسسات الدولة السورية.. روايات زائفة ومحاولات لإثارة الفتنة مع اقتراب العام الدراسي الجديد...  شكاوى بدرعا من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية  برامج تدريبية جديدة في قطاع السياحة والفندقة إلغاء "قيصر".. بين تبدل أولويات واشنطن وإعادة التموضع في الشرق الأوسط دعم مصر لسوريا..  رفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية  تطوير التشريعات والقوانين لتنفيذ اتفاقيات معرض دمشق الدولي أزمة المياه تتجاوز حدود سوريا لتشكل تحدياً إقليمياً وأمنياً "كهرباء القنيطرة": الحفاظ على جاهزية الشبكة واستقرار التغذية للمشتركين جهود لإعادة تأهيل مستشفيي المليحة وكفربطنا إشارات ذكية وتدريب نوعي لرفع كفاءة كوادر المرور