واشنطن ترفع سقف التصعيد.. وزيارات سرية وعلنية مكثفة إلى طهران لتبريد الأجواء.. إيران تتمسك بموقفها الرافض للتفاوض.. وروسيا تدعو أميركا لوقف استفزازاتها العدوانية
مع إصرار الولايات المتحدة على التمسك بنهجها التصعيدي، أكد المستشار الأعلى للقائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية في إيران العميد كميل كهنسال أن عصر هيمنة وتسلط قوى الاستكبار العالمية بدأ بالأفول.
ونقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء عن كهنسال قوله في تصريح له أمس: إن الأعداء باتوا متيقنين من أن إيران قوة جديدة متبلورة في المنطقة.. وقد بذل الأميركيون والصهاينة كل جهودهم للوقوف أمام نفوذ وقوة وتعاظم اقتدارها إلا أنهم لم يفلحوا في مسعاهم هذا.
وأضاف كهنسال: إن إيران أصبحت قوة مهمة وظروفها وقدراتها اليوم تؤكد أن أميركا لا تستطيع ارتكاب أي حماقة تجاهها.
من جهته أكد قائد البحرية الإيرانية الأميرال حسين خانزادي، أن حاملة الطائرات الأميركية «أبراهام لنكولن»، قد ابتعدت عن سواحل إيران لمسافة غير مسبوقة، مرجعا ذلك لخشيتها من الصواريخ الإيرانية.
وأشار خانزادي إلى أن العدو يستعرض قوته من خلال إرساء تجهيزاته العسكرية في شمال المحيط الهندي من حاملات طائرات وبارجات، لكنه لم يجرؤ على الدخول إلى مياه الخليج.
وأضاف: عندما يغادرون الخليج سيكون ذلك بسبب خوفهم وقلقهم من أن يتم استهداف سفنهم بالصواريخ الإيرانية الموجودة في الخليج وبحر عمان، ولهذا فقد لاذوا بالفرار إلى خارج حدودنا.
وأشار إلى أن أميركا لا تملك الجرأة على مواجهة إيران، وقال: لقد توقفت حاملة الطائرات الأميركية على بعد 700 كم من حدودنا، وهذا أمر لا سابق له في التاريخ.
وشدد خانزادي على أن وجود السفن الحربية الأميركية على هذه المسافة البعيدة عن السواحل الإيرانية يكشف عجز القوات الأميركية عن فعل أي شيء تجاه بلاده من الناحية العملية، مؤكدا أن استعراض الأميركيين مقاتلاتهم على حاملتهم لم يعد بهذه السهولة.
في الأثناء نقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي كيوان خسروي قوله أمس: إن إيران لن تجري محادثات مع الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال، طالما لم يتم احترام حقوق الجمهورية الإسلامية.
وأضاف خسروي : قلنا بصراحة إن الطريق سيبقى كما هو طالما لم تتغير السلوكيات ولم يتم تأمين حقوق البلاد ولم يتحول المسار من التبجحات إلى الخطوات العملية، لن يكون هناك تفاوض بأي شكل من الأشكال، وفقا لوكالة ارنا.
وأشار إلى تزايد زيارات مسؤولي مختلف الدول إلى إيران وبعض هؤلاء المسؤولين يمثل أميركا والبعض منها يعلن عنه لوسائل الإعلام وجزء من الزيارات يبقى سرياً ايضاً، بحسب المصدر.
وأضاف: انه بناء على السياسيات المبدئية للجمهورية الإسلامية فإنه جرى إبلاغهم ومن دون استثناء رسالة قوة ومنطق ومقاومة وصمود الشعب الإيراني.
هذا وزار دبلوماسي ألماني رفيع المستوى طهران أمس ، لعقد اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين في محاولة للحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني وتهدئة التوترات، وفق ما قال مصدر لرويترز.
وأضاف المصدر الدبلوماسي الألماني لرويترز: إن المدير السياسي بوزارة الخارجية الألمانية، ينس بلوتنر، يعتزم مقابلة نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ومسؤولين آخرين خلال زيارته.
وأكد المصدر أن صلب زيارة الدبلوماسي الألماني لطهران، هو الحفاظ على اتفاق فيينا النووي، مضيفا: إنه «بعد إعلان إيران تعليق جزء من التزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة، هناك فرصة أمام الدبلوماسية لإقناع إيران بالاستمرار في الامتثال الكامل للاتفاق.
وأضاف: إن الوضع في الخليج والمنطقة، والوضع المحيط بالاتفاق النووي خطير للغاية، هناك خطر حقيقي من التصعيد.. في هذا الموقف، الحوار مهم للغاية».
وفي موسكو أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الولايات المتحدة تقوم باستفزاز إيران لدفعها إلى مواجهة مباشرة، الأمر الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
و قالت زاخاروفا أمس: يبدو أن العقوبات والضغط العسكري والخطاب العدواني من قبل واشنطن تستفز طهران عن قصد لاتخاذ إجراءات انتقامية صارمة، كما أنها سبب آخر للمواجهة المباشرة، وهو نهج خطير جدا.
وأكدت أن الولايات المتحدة تضخم الموقف من خلال إرسال حاملات الطائرات والقاذفات إلى منطقة الخليج العربي، وترفق ذلك بتصريحات عدوانية واتهامات لا أساس لها، متهمة إيران ببعض الأنشطة التخريبية في المنطقة.
وأضافت: إن موسكو تنصح الولايات المتحدة بالتفكير في العواقب المحتملة لسلوكها العدواني تجاه إيران، قائلة: نوصي الولايات المتحدة الأميركية بالتفكر فيما يمكن أن يوصل إليه السلوك العدواني، والمشاكل الجديدة، التي قد تتسبب بها للمنطقة والأمن الدولي.
من جهته أكد النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية بالمجلس الفيدرالي الروسي فلاديمير جباروف أن روسيا ستعارض خطط الولايات المتحدة إرسال 10 آلاف من عسكرييها إلى منطقة الشرق الأوسط، لافتا إلى ان تلك الخطط من شأنها أن تزعزع الاستقرار في تلك المنطقة.
وقال جباروف لوكالة سبوتنيك تعليقا على ما ذكرته وكالة أسوشيتيدبرس من ان البنتاغون سيقدم للبيت الأبيض خططا لإرسال 10 آلاف عسكري إضافي إلى الشرق الأوسط: ان روسيا بالطبع ستعارض مثل هذه الخطط إذا تم الإعلان عنها، موضحا أنها خطوة أخرى باتجاه التوتر في الشرق الأوسط، وواصفا في الوقت ذاته مثل هذه الخطط بأنها قرع لطبول الحرب.
وجاء تصريح جباروف، تعليقا على إعلان مسؤولين أميركيين أن البنتاغون قدم للبيت الأبيض خطة تتضمن إرسال آلاف العسكريين الجدد إلى الشرق الأوسط على خلفية التوتر مع إيران.
هذا وأكد القائم بأعمال وزيرالحرب الأميركي باتريك شاناهان أن بلاده تدرس بالفعل إمكانية إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط، نافيا مع ذلك صحة التقارير الإعلامية التي أوردت تعداد القوات.
وقال شاناهان في حديث للصحفيين أمس: ما ننظر إليه هو: هل هناك شيء يمكننا القيام به لتعزيز حماية قواتنا في الشرق الأوسط»؟
وأضاف أن الإجراءات لتعزيز الوجود الأميركي في المنطقة يمكن أن «تشمل إرسال قوات إضافية»، في ضوء تصعيد التوتر مع إيران، نافيا أن تكون واشنطن تطرح عددا معينا لتلك القوات في المرحلة الحالية.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 24-5-2019
الرقم: 16985