أنــا ما كنــــت أبكـــــي.. في الجــــــب المظلــــــم

عندما تلامس الكلمة شغاف القلب, وتنطق وجع سنين الحرب وتتناول صراع سنين الحرب الأليمة بين الأشخاص مع الأشخاص وصراع الأشخاص مع انفسهم، فنكون في أمسية قصصية شعرية في فرع حمص لأتحاد الكتاب العرب بحضور باقة من الأدباء قدمها الشاعر محمد الفهد.
(عمو) عنوان صغير لقصة اجتماعية قصيرة للقاص «سليمان الناعم «تحمل بين سطورها ألم بلد، فتلامس وجدان الناس حيث ظهرت معادن الناس في بداية الأزمة والتفريق بين رفض الفساد والمتاجرة بالبلاد مما دل على وعي أغلب النخبة المثقفة وإدراكهم حجم المؤامرة، حيث لم ينحدروا خلف الشعارات الرنانة, فيروي قصة احد شبابنا «عبد الله « الذي عاد من غربته حاملا مؤهلا علمياً وزوجة أجنبية جميلة، لتصطدم بتغير قناعاته بعد الأزمة ويتحول مدافعاً شرساً عن بلده وأمنه وأمانه, بينما كان في السابق يشكو من الفساد الإداري, فتصاب أثناء قصف منزله خلال الأحداث ولا يستطيع معالجتها, فتسارع الخطى عائدة لبلدها نادمة على قدومها معه وزواجها منه، حيث يدخل بعلاقة غريبة مع بنت الجيران وهي فتاة الثامنة عشرة فقدت أهلها والتصقت به تخدمه وتناديه عمو, يقرر الزواج منها فتوافق ويبقى يناديها عمو, فربما يعود السبب لفرق العمر بينهما, أو ربما بسبب الظرف الذي تزوجها بها….
أما القصة الثانية التي تناولها «الناعم « فهي بعنوان «سفرة طارئة» حيث يمر البطل «قاسم» بمجموعة من الصراعات في طريق عودته لبلدته بعد أن استدعي على جناح السرعة,فيسلط الضوء القاص على تردي الأخلاق الاجتماعية وعدم احترام الأخر.

أما الشاعرة أميمة ابراهيم فشدت الحضور بصوت عذب ملؤه الدفء بعدة مقاطع من الشعر الأقرب للغنائي بدأتها «بقميص الدم « تبكي آلام وطن بليل موحش وعواء ذئب, فلا حصى تطبخها الأم لا ولا في البيت نار والصبية مازالوا بانتظار، وعلى عروشها مواقد الجمر خالية.
أما النص الثاني فهو «لي ما ليس بظلي» ظلها الذي يشاركها شمسها والهواء وجدار البيت وطريقها حيث تأخذها الخطوات.
وصرخة عالياً تبكي جرحا نازفاً بصوت كل المفقودين على أمل العودة قالت: في الجب المظلم رموني لا قافلة تسير فتسمع ولا طير يخبر أبي, وكل ما يفسره عراب الصبر لست وحيداً في الجب يا ابتي وليس على قميصي دم بل دماء بلد تنكر أهله له..
ختمت مشاركتها « إلى حمص» طفلة أنا والطريق إليك عبدته الأحلام…
وكانت ضيفة الأمسية الشاعرة السورية المغتربة قمر صفدي الجاسم الموجودة في القاهرة التي أضافت للأمسية دفئاً وألقاً, وتناولت أخر قصيدة كتبتها في حمص وهي تحضر حقائب السفر قائلة: أنا ما كنت أبكي إنه دمع الحقائب ودع البيت المسافر والحديقة والخزائن والخزف, أنا ماكنت أبكي إنه دمع الغرف..
تميزت الأمسية بدفء المشاركات وبتفاعل الحضور فكانت جلسة حميمية من القلب للقلب.

سلوى الديب
التاريخ: الخميس 30-5-2019
الرقم: 16990

 

 

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك