تمر هذه الايام ذكرى نكبة فلسطين والتي كان من نتاجها تشريد جزء كبير من الشعب الفلسطيني خارج أرضه، وزرع مكانه شتات من البشر جلبوا من كل اصقاع الارض،لذلك سميت نكبة لان كل ماحصل كان خارج منطق التاريخ ووحشية ما بعدها وحشية، لأنها قامت على منطق الغدر واغتصاب الارض والخساسة الدولية، ورغم ذلك ولان هذا الشعب مزروع في تاريخه ومتشبث بقوميته وعروبته، انبرى الكثير من المفكرين والادباء والمبدعين عموما… بكل صدق وأمانة تاريخية، يقولون: كل حق وراءه مطالب لن يموت، فكان غسان كنفاني ومحمود درويش وسميح القاسم وناجي العلي، فدوى طوقان وادوار سعيد وآخرون, فكان حق لا يموت وكثيرون يدعون الى التشبث بالأرض…فمن هاجر لابد عائد.. وبأن نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل.. وحبوب سنبلة تجف ستملأ الارض سنابل، وبأن التيار يغلبه السفين,لان الارادة صلبه والثبات على الحق عقيدة المقاومين..
ولذلك وبعد مرور أكثر من سبعين سنة على ذكرى النكبة، لازالت القضية الفلسطينة نابضة بالحياة والحيوية كأنها البارحة رغم كل المحن وكل الصفقات المشبوهة والسلام المزعوم والخيانات العلنية والسرية، ورغم ذلك لازالت القضية الفلسطينية بفضل البنادق المشرعة والقصائد الصادحة والقصص النابضة والرسوم الصادقة والمسرحيات الصائبة والأفكار الصارخة.
كل ذلك صهر في بوتقة ثقافة المقاومة وكان كل حق وراءه مطالب لايموت، كذلك الظالم والغاشم والمستبد.يظل مثابرا على ظلمه وغدره ولتستمر النكبة فاعلة فعلها في تثبيط الهمم وتغيب الحقوق، وقد عملت ايادي الغدر والخيانة والظلم على مد يدها الى قلب العروبة النابض سورية لتعيث به… لان هذا القلب النابض قاوم النكبة، ومنعها من تحقيق أهدافها، بدليل ان جذوة المقاومة تقوى يوما بعد يوم.. فهيهات اللعب مع العراقة والحضارة الضاربة الجذور في عمق الابد…
هنا يسجل الشعب السوري أعظم ملاحم التاريخ فخرا, كل في مجاله يحارب لأجل الوطن وكانت ثقافة المقاومة جنبا الى جنب الجندي، الذي بذل دمه من اجل سورية، فكان الشاعر يضرب بكلماته وقصائده كل خبيث ورجس الافكار السامة وكذلك الأدباء والفنانون التشكيلين والروائيون والمسرحيون، كما الدراما والإعلام قد فعلوا فعلهم الخلاق في فضح المؤامرة وأدواتها من الإرهابيين فكانت ثقافة المقاومة الى جانب الجندي في خندق المواجهة، لذلك انتصرت سورية وكانت سلاحا يحارب على الجبهات كافة.
حكمات حمود
التاريخ: الخميس 30-5-2019
الرقم: 16990