آلاف البريطانيين يتظاهرون رفضاً لزيارته.. سياسات ترامب تدفع الاستقرار الاستراتيجي العالمي نحو المجهول
وسط حالة من السخط والغضب الشديدين استقبل البريطانيون الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يزور المملكة المتحدة , بالشتائم والتظاهرات الصاخبة المستنكرة زيارته والمنددة بسياساته الرعناء وتدخله في الشؤون الداخلية للبلاد ، هذا في حين رأى خبراء منتدى لوكسمبورغ لمنع وقوع كارثة نووية، أن الاستقرار الاستراتيجي العالمي والأمن النووي يشهدان أسوأ أزمة منذ نصف قرن، منذ إبرام المعاهدات الدولية الأولى في هذا المجال.
وقال كبير الباحثين في معهد الاقتصاد والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، دكتور العلوم التقنية فلاديمير دفوركين خلال مؤتمر في روما: كانت هناك أوقات صعبة، ولكن أسوأ من الآن، لم يكن، ولم يكن من قبل بهذا الحجم خطر التآكل التام لمبادئ الاستقرار الاستراتيجي لم يكن هناك مثل هذا الوضع الصعب.
مع هذا الرأي يتفق وزير الحرب الأمريكي السابق وليام بيري، قائلا: بالنسبة لإدارة ترامب فإن الوضع الطبيعي الجديد هو عدم التفاوض على أية معاهدات جديدة والخروج منهجيًا من تلك الاتفاقات التي كانت قائمة بالفعل عند وصولهم إلى السلطة.
وأشار بيري إلى أن مهندس النظام الجديد هو مستشار الأمن القومي لترامب جون بولتون، الذي كان صاحب مبادرة انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الدفاع الصاروخي في عام 2001، وتدمر الآن «الاتفاق ذي الأهمية الأساسية» معاهدة القضاء على الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، ووفقا له، دمر ترامب الوضع، الذي كان قائما في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لمدة 50 عاما.
وأضاف بيري الضحية التالية لترامب ستكون « ستارت-3 «، إذا حدث ذلك، فلأول مرة منذ نصف قرن، «لن يكون لدينا أي قيود متفق عليها حيال الأسلحة النووية ولن نجري أي مفاوضات ثنائية.
والجدير بالذكر أن معاهدة «ستارت 3»، وهي امتداد لمعاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية «ستارت-1» الموقعة يوم 30 حزيران عام 1991 في موسكو، قد وقعتها روسيا والولايات المتحدة، يوم 8 نيسان من العام 2010 في براغ، لتحل المعاهدة الجديدة محل القديمة التي انتهت صلاحيتها في كانون أول عام 2009، ودخلت «ستارت 3» حيز التنفيذ في 5 شباط عام.2011
وتجدر الإشارة إلى أن «ستارت 3» تلزم الجانبين الأمريكي والروسي، بعمليات الخفض المتبادل لترسانات الأسلحة النووية الإستراتيجية، وتنص على خفض، وخلال فترة 7 سنوات، الرؤوس النووية إلى 1550 رأساً، وخفض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات والقاذفات الثقيلة إلى 700 وحدة، وتمَّ وضع الوثيقة ليتم تطبيقها في غضون 10 سنوات، مع إمكانية تمديدها لمدة 5 سنوات أخرى، بالاتفاق المتبادل بين الطرفين الموقعين عليها.
وتلزم المعاهدة روسيا والولايات المتحدة بتبادل المعلومات حول عدد الرؤوس الحربية مرتين في السنة، وتمَّ التوصل إلى اتفاقية «ستارت 3» للحد من الأسلحة الإستراتيجية والهجومية النووية، بعد مفاوضاتٍ شاقة واجهت العديد من العقبات، من ضمنها تمسك موسكو بتضمين الاتفاقية «عبارة واضحة»، تشير صراحة وبكل وضوح إلى «درع واشنطن الصاروخية» التي تنوي الأخيرة نشرها في أوروبا الشرقية.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الأربعاء 5-6-2019
الرقم: 16994