رغم الحركة النشطة والازدحام الشديد الذي شهدته معظم الأسواق استعداداً لتأمين متطلبات العيد من ألبسة وأغذية وحلويات إلا أن غلاء الأسعار سلب الكثير من الأسر والمواطنين متعة التسوق وحرمهم فرحة انتظار العيد، فقد شكى الكثير من المواطنين من الأسعار الكاوية التي لم يعد بمقدور أصحاب الدخل المحدود تحمل أعبائها لدرجة أن البعض شبَّه العيد بالضيف الثقيل جداً نظراً لحجم الفاتورة التي يتكبدها لتلبية احتياجاته ومستلزمات أسرتة ومتطلبات بيته اليومية، وما يزيد الطين موضة (العيدية) التي يفرضها الكثير من أصحاب المهن كالحلاقين وسائقي التكاسي العامة وحتى البائعين والتجار وكأنها حق مكتسب لهم حتى باتت أشبه بالإتاوة أو الضريبة.
وبالرغم من الوعود التي أطلقها أصحاب ووكلاء بعض الشركات بأن يكون شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والخير وأنهم سيطرحون منتجاتهم بأسعار مخفضة ولن يقوموا برفع سعر أي سلعة من منتجاتهم على الإطلاق خلال شهر رمضان المبارك والأعياد وسيقومون بطرح بعض منتجاتهم عبر السورية للتجارة للمشاركة في عملية التدخل الإيجابي بالأسواق إلا أن تلك الوعود لم تتعدَ حدود التصريحات، وعلى العكس من ذلك فقد سجلت أسعار الكثير من المواد والسلع أضعاف سعرها الحقيقي التي كانت تباع به في السابق.
ارتفاع الأسعار لم يقتصر على سلع وأشياء محددة بعينها بل طال كل السلع الضرورية والكمالية بما فيها الملابس الرجالية والولادية والأحذية وأضاحي العيد والحلويات، ناهيك عن التفاوت الكبير في السعر بين بائع وآخر والكل يتذرع بأجور النقل الباهظة التي عادة ما يتحملها المستهلك، إضافة لجشع بعض التجار ورغبتهم في تعويض فترة الركود وجني الأرباح والمكاسب خلال أيام المناسبات والأعياد.
إيجاد حلول عملية لمواجهة ما يسمى بحمى الغلاء التي تجتاح كل شيء في حياتنا ولجم الفوضى التي تعاني منها الأسواق بات ضرورة، لذلك يجب العمل على تفعيل أجهزة الرقابة وتكثيف تواجدها في الأسواق على مدار الساعة وزيادة عدد المراقبين التموينيين وعدم الاكتفاء بتنظيم الضبوط التموينية وإغلاق المحال المخالفة فقط، ولكن يجب نشر قوائم بأسماء المخالفين الذي تسول لهم أنفسهم العبث بقوت المواطن والتلاعب بأسعار السلع والمنتجات، ووضع الأسس اللازمة لمنع احتكار المواد الأساسية بهدف حماية المستهلك والحد من الآثار السلبية التي يعكسها ارتفاع الأسعار الجنوني غير المبرر على حياة المواطن وعلى واقعه المعيشي.
بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 5-6-2019
الرقم: 16994