نفهم إلحاح وإصرار الأطفال على شراء جديد الثياب في العيد ولو كانوا يملكون الكثير منها، وفرحهم بالعيدية وصخبهم وضجيجهم وحشريتهم لمساعدة الأمهات في تحضير حلوى العيد، ومع رائحة الكعك المفعمة باليانسون والشمرة والهال التي تعبق بأرجاء الحي يعاودون النق لتذوقها.
هذه بعض الطقوس الاحتفالية ولا تكتمل فرحة العيد إلا بها، فرحة تشيع السرور في القلوب، وجميع ما يعكر صفو أيام العيد يتم نسيانه، تجاوزه، تأجيله ولا تنسينا هذه الفرحة زيارة أحبة غادروا الحياة، ووضع الزينة والأزهار على قبورهم ورشها بماء الورد وذرف دموع الفراق اشتياقاً.
وتتعدد مظاهر الفرح بالعيد وأهمها اللعب المباح لصغارنا في الساحات المليئة بالألعاب والمسليات والملهيات وأكثر ما يلفت الانتباه المفرقعات النارية التي تحضر بقوة في الأعياد يرضخ الأهل لهذه العادة السلوكية عند الأطفال لما يرونه (رؤية القلب قبل العين) من فرح في عيونهم أثناء اشتعال هذه المفرقعات وما تعطيه من ألوان وشرارات وأضواء تلون سماءهم بالفرح وتزيد بهجتهم.
أما ما لا نفهمه أنه رغم التحذيرات الصحية والاجتماعية والرسمية والشعبية من خطورة هذه المفرقعات ليس على مستخدمها فقط بل على المتواجد في محيط استخدامها وما تسببه من حروق وتشوهات مختلفة وعاهات وأضرار على الممتلكات ناهيك عن التلوث الضوضائي الذي يقوض راحة الناس وسكينتهم.
ما يصعب تفسيره أن بيع هذه المواد مازال منتشراً بلا رقيب ولا حسيب، حيث يقوم بائعوها بتوفيرها وترويجها لمن يرغب فيها بالأفراح والمناسبات العامة والأعياد المباركة، وتؤدي إلى استهلاك وتبذير في دخل الأسر التي تعاني أصلاً من ضائقة مالية والسؤال: من يجني ثمار تسويق وترويج هذه الألعاب المحفوفة بالمخاطر؟ وأرجوكم لا تتهموا.. ضعاف النفوس.
رويدة سليمان
التاريخ: الأربعاء 5-6-2019
الرقم: 16994