في كل مرة بأتي بها العيد نجد الشام قد تألقت بمجدها وعز أبنائها .. نراها بعد سبع سنوات ونيف من الحرب منتفضة كالفينيق حاضنة ابناءها وضيوفها، لتؤكد من جديد أنها ام العرب وبوابة الشرق التي لم ولن تُغلق يوما.
دمشق الابنة البكر لسورية وعاصمتها،تحتفل اليوم بعيدين مجيدين عيد الاضحى المبارك، وعيد النصر العظيم الذي سطّره السوريون على اختلاف مشاربهم، حيث رسموا سورية الجديدة بدمائهم وعطائهم وإبداعهم اللامحدود.. فامتلأت عيونهم بالبهاء الطالع من عينيها الوادعتين.
نعم .. قدموا الغالي والنفيس لتعود سورية كما كانت وأفضل،وهاهي تعود وتثبت أنها عصية على الغزاة .. فأرضها تضج بشقائق النعمان الناهضة بدم الشهداء الذين قدموا للعالم كيف يكون معنى الوفاء للأرض والوطن .
اليوم اجراس الكنائس تقرع .. وأصوات المآذن تصدح .. وشموع السلام تشع نورا وبهاء تصلي لأجل سورية الأرض المقدسة عبر التاريخ .
في يوم عيدنا .. تعالوا لنرد الخيبات على أعقابها،فالسوريون اثبتوا أن الإنسان يقهر المستحيل حينما يمتلك العزيمة ويجابه التحديات… دعونا نستقبل العيد بالحب،فتصبح للحياة مذاقها الخاص.
في سورية و في كل عيد وما أكثر الأعياد سنبقى مؤمنين أننا صناع الحياة .. لن نمل العمل والفعل والعطاء، لن تكسرنا المحن،ولن تثنيا الرياح عن إبحارنا في أغوار الحياة ..
سورية لك المجد والفخر والعزة .. انت العيد الحقيقي .. انت أم السوريين وإخوتهم وآبائهم …. انت النصر الأبي الذي لن يتبدد … انت سليلة المجد وحاضنة التاريخ …
كل عام وكل يوم وسورية بألف خير
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 5-6-2019
الرقم: 16994