اعتداءاتٌ إسرائيلية مُتكررة، ومحاولة تلاعب تركية في الشمال، حركتان ليس مصادفة أن يتم التركيز على تناسقهما مع ما يُطرح بالإنابة عن واشنطن في مجلس الأمن الدولي – بلجيكا ألمانيا والكويت – لمحاولة التشويش والتشويه للوقائع في سورية وتحديداً في شمال حماة وإدلب!.
محاولات الإساءة للحقيقة والسعي لتزويرها، محاولاتٌ قديمة لم تُوفر واشنطن الوقت مرة إلا واشتغلت عليها ذاتياً عندما يحتاج الأمر تدخلها المباشر، ومع مجموعة أدواتها في كثير من الأحيان، وهو ما تقوم به الكويت ألمانيا وبلجيكا للمرة الثانية في أسابيع قليلة لم تتوقف خلالها مراكز الكذب عن إنتاج المزيد منه وخاصة ما يتصل بفبركات ومزاعم الكيماوي!.
في الحقيقة، لو عاد أي متابع بالزمن إلى الوراء قليلاً لاكتشف، أو لَعَايَن بأم العين، أن ظروف تحرير ريف مدينة حماة من المرتزقة التكفيريين، والانطلاق لعملية أوسع لتخليص إدلب من إرهابيي جبهة النصرة كفرع لتنظيم القاعدة الإرهابي، هي ظروف مشابهة جداً أو تكاد تتطابق مع الظروف التي رافقت عمليات تحرير أغلب المناطق التي انتشر فيها الإرهابيون.
قبل حلب، بعد دير الزور، قبيل الغوطة.. دائماً كانت الأكاذيب تتكاثر، وتتكرر محاولات العدوان أميركية مرّة، إسرائيلية أخرى، كمُناورة بالميدان لم تكن تنقصها محاولات التجييش في مجلس الأمن مرة وبمجلس حقوق الإنسان أخرى.. غير أن ذلك التهويل والتضليل لم ينجح مرّة، ولم يثن مرّة جيشنا البطل عن مواصلة مهمته الوطنية المقدسة، وإلا فأين دواعش أميركا؟ وأين الأذرع الوهابية الإخوانية؟!.
إن ضيقَ مساحة المناورة في السياسة، حيث تسقط كل الأكاذيب والفبركات، وإن تقلصها الكبير في الميدان، حيث يُمسك جيشنا البطل زمام الأمر والمبادرة، نعتقد أنها الحالة التي لا بد من بعدها سيكون إعلان انتهاء اللعبة استحقاقاً لا مفر منه، قبل أم رفض نتنياهو ومعه اللص أردوغان وأولئك الذين شغلتهم هزيمتهم في اليمن، وخيبتهم من مُشغلهم الأميركي، بعقد قمم لم تُنتج إلا الخيبة ثانية.
الاعتداءاتُ الإسرائيلية الأخيرة هي تعبير جماعي لا فردي – نيابة عن تحالف العدوان – عن الألم والخيبة، ومحاولة فيها استماتة لرفع معنويات الإرهابيين وللإبقاء ما أمكن على اشتعال يُطيل أو يُمدد للحرب بما يُعطل الحلول ويَحول دون الاستقرار، تلتقي مع محاولة التملص التركي مما يقع على عاتق نظام اللص أردوغان، ولتَلتقي كل المحاولات البائسة الأخرى التي يجري العمل عليها مع ميليشيا قسد على نتيجة واحدة، الخيبة، للأسف لا نَمتلك غيرها.. سنَردكم على أعقابكم خائبين، ونَستكمل نصرَنا وانتصارنا.
كتب علي نصر الله
التاريخ: الأربعاء 5-6-2019
الرقم: 16994