حتى وإن انتحل الأمريكي زوراً وبهتاناً صفات العدالة والإنسانية، وحاول تسويق منتجاته الاستخباراتية والعميلة والإرهابية في الأسواق السورية، ومهما تمادى الإسرائيلي بإنكار جرائمه بحق السوريين وحاول التبرؤ منها، ومهما ناوروا على طاولة السياسة، أو صعدوا في الميدان، وخلطوا الأوراق من جديد، فإن ذلك لن يقدم أو يؤخر شيئاً من ناحية السوريين الذين كشفوا المستور، وأيقنوا من هو عدوهم، ومن هو صديقهم، ومنذ اللحظات الأولى لبدء الحرب الإرهابية ضدهم.
التحالف الأمريكي المزعوم ادعى أن 1300 مدني فقط استشهدوا عن طريق الخطأ، جراء قصف وتدمير مناطق وأحياء سكنية بالكامل، منذ تشكيل هذا التحالف في العام 2014، وهو هنا كمن يكذب الكذبة ويصدقها، فكل التقارير الميدانية تؤكد سقوط عشرات آلاف الشهداء من السوريين أطفالاً وكهولاً ونسوة، ومعظمهم قضى بالفوسفور الأبيض المحرم دولياً، فعلى من يتغابى التحالف؟!.
ويبقى اللافت في الأمر هنا هو استخدام التحالف لمصطلح (عن طريق الخطأ) ليبرر ما اقترفت يداه من آثام، فعن أي خطأ يتحدث، وهو الذي يصدعنا ليل نهار بترسانته العسكرية الذكية!!.
الإسرائيلي هو الآخر لا يختلف عن الأمريكي في شيء، وإن كان يلعب على المكشوف تارة، ويناور عبر أذرعه الإرهابية من تحت الجحور والأنفاق تارة أخرى، وما عدوانه الأخير إلا خير دليل على قولنا هذا، والذي يسعى من خلاله إلى استعراض المزيد مما في جعبته الإجرامية والحاقدة ضد السوريين، ولنجدة إرهابييه المهزومين في الميدان، وعرقلة إنجازات بواسل الجيش العربي السوري، وحرف بوصلتهم إلى جبهات أخرى.
ولعل الأنكى مما صدر عن الأمريكي والإسرائيلي، ذاك البيان الختامي للقمة العربية الطارئة التي عقدت في السعودية قبل عدة أيام، والذي فضح المستور، فكل إناء في هذه القمة نضح بما فيه من سيناريوهات واتهامات آسنة، لا محل لها من الإعراب سورياً، ولا تساوي الحبر الذي كتبت به.
كل ما قيل أو سيقال من أكاذيب حول سورية، ومهما تعرضت لاعتداءات غاشمة، أو هجمات إرهابية، فإن ذلك لن يثنيها عن مواصلة معركة التطهير، حتى تحرير آخر ذرة تراب من دنس المعتدين وإرهابييهم، فسورية للسوريين وحدهم، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، أما سيناريوهات الغزاة وعملائهم فمصيرها التقهقر والاندحار لا محالة.
ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 5-6-2019
الرقم: 16994