لكل منطقة من مناطق القطر عاداتها وتقاليدها في العيد ولكنها لا تختلف كثيراً ما بين المدن والريف والمحافظات، والسؤال الذي نطرحه هنا هل تغيرت هذه العادات وأصبحت من الماضي؟ أم انها تجددت وصارت أجمل..؟!
(الثورة) استطلعت بعض الآراء العفوية عن عادات العيد وطقوسه بين الماضي والحاضر في محافظة درعا..
سمير محسن قال: لقد تغيرت عادات العيد وتقاليده بعض الشيء في حوران، لكن هناك الكثير من العادات المتوارثة عن الأجداد والتي ما زالت حتى يومنا هذا، ففي صبيحة اليوم الأول من العيد يذهب الجميع إلى المسجد لأداء صلاة العيد وبعدها يتوجهون إلى المقابر لزيارة موتاهم وقراءة الفاتحة على أرواحهم، وبعد مغادرة المقبرة يقوم أحد أفراد العائلة والمقتدر مادياً بتجهيز وجبة إفطار لجميع أقاربه وغالباً ما تكون من (الفطاير) الكبيرة المصنوعة من الكشك واللحمة والسبانخ ومغطسة بالسمن العربي وزيت الزيتون وثم يتفرغون لزيارة (العنايا) من أخوات وعمات وخالات لتقديم الواجب تجاههن، والعودة إلى منازلهم لاستقبال المهنئين وتقديم القهوة المرة لهم والحلويات والتي كانت تصنع في البيوت مثل خبز القالب والمسافن واللزاقيات والرز بالحليب، مضيفاً بأن الصبية كانوا يقومون بجولة في حارات البلدة حاملين معهم أجراساً خاصة يقرعونها وينشدون أغاني العيد وأخذ العيدية والحلويات.
وذكر ياسر الخبي أن العيد فرصة لتبادل الزيارات وصلة الرحم والتواصل بين الناس والصلح بين المتخاصمين وفيه يتم تقديم العيديات والحلويات (للعنايا) ولم شمل العائلات حين يجتمعون بيوم محدد..
بدوره الحاج محمود العواد مزارع يؤكد أن طقوس العيد بالأمس كانت بسيطة فيها الصدق والمحبة أكثر من أيامنا هذه، وكنا نقدم القهوة المرة وما زلنا نقدمها اليوم، سابقاً كانت المودة موجودة ومتبادلة بين الناس فأغلبهم فلاحون ومزارعون يعتمدون في معيشتهم وحياتهم على ما تنتجه الأرض من خيرات أما اليوم فمعظم الناس موظفون وعمال وأصحاب مهن يعتمدون على موارد أخرى غير الأرض لتحسين أوضاعهم المعيشية، فالعيد هو العيد لم يتغير والتقاليد الموجودة سابقاً لا تزال موجودة لكن الذي تغير هو الناس بسبب صعوبة الحياة وتعقيداتها.
الحاجة جميلة مرشد تقول إن عيد الفطر يذكرها بالعادات والتقاليد الأصيلة، فالعيد كان مناسبة لحل جميع المشكلات والخلافات وعودة الدفء للعلاقات الاجتماعية بين الجميع وكنا نحتفل بالعيد قبل حلوله بعدة أيام وتحضير مستلزماته البسيطة من العجين وإعداده لتجهيز الخبز صباح أيام العيد في الأفران القديمة التي كانت متوفرة في بعض بيوت القرية ويوضع على خبز العيد الزيت البلدي والسكر ويسمى (المردد) بالإضافة لأنواع أخرى من الحلويات الخاصة بالعيد مثل اللزاقيات والمسافن والراحة نتبادلها مع الأقارب والجيران.
أما السيد رياض عمارين يرى أن العيد مناسبة لتصفى فيها القلوب والنفوس من الضغائن والأحقاد، ومراجعة حساباتنا وأنفسنا، وفرصة لنتذكر الفقراء والمحتاجين ليشعروا أن لا أحد يقصر بواجباته تجاه الآخرين، ونتمنى أن تكون كل أيامنا أعياداً بمحبة.
درعا- جهاد الزعبي:
التاريخ: الخميس 6-6-2019
الرقم: 16995