رغم نبرة التهديد والوعيد الملازمة للمسؤولين الأميركيين تجاه إيران، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال يستجدي الحوار والتفاوض، في إشارة واضحة للتخبط الذي تعيشه الإدارة الأميركية وعجزها عن تنفيذ إملاءاتها وشروطها في ظل تمسك إيران بمواقفها الثابتة والمشروعة، وتأكيدها المستمر على جاهزيتها الكاملة للتصدي لأي اعتداء أميركي محتمل.
فقد أكد ترامب مجدداً استعداد واشنطن لفتح حوار جديد مع إيران، مشيراً إلى أن العقوبات الأميركية ضد طهران كانت فعالة ومؤثرة بحسب تعبيره.
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقبل بدء اجتماع مغلق بينهما في كان بمنطقة النورماندي أمس زعم ترامب بأن الإيرانيين يريدون التفاوض.. وقال هذا جيد ونحن مستعدون للتفاوض، ولكن يجب ألا يحصلوا على السلاح النووي، متجاهلا حقيقة أن إيران لم تسع يوما لامتلاك السلاح النووي، وأن برنامجها هو للأغراض السلمية فقط، وهو ما أكدت عليه مرارا وكالة الطاقة الذرية.
بدوره قال الرئيس الفرنسي يجب أن نتفاوض مع إيران مجدداً، مشدداً أنه من الأفضل أن تعود إيران والولايات المتحدة للحوار الطبيعي.
وكان الرئيس الإيرانيّ حسن روحاني قال في 22 أيار الماضي إن ترامب تراجع عن تهديداته بعد ضغوط من البنتاغون.. واصفاً الإدارة الأميركية بأنها مؤلفة من سياسيين مبتدئين ذوي أفكار ساذجة، ومؤكداً مجدداً رفضه إجراء محادثات مع واشنطن.
روحاني كان قد كشف عن وساطة عرضها عليه 5 من زعماء العالم خلال العام الماضي للقاء ترامب، وقبلها 8 طلبات تلقاها من الإدارة الأميركية لإجراء مفاوضات ثنائية.
وزير الخارجية الإيرانيّ محمد جواد ظريف قال في مقابلة مع شبكة سي أن أن الأميركية إن بلاده لن تتفاوض مع الولايات المتحدة ما لم تظهر احتراماً لطهران وتلتزم بالاتفاق النوويّ.
إلى ذلك أعرب نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن أمله بأن تخفض زيارة رئيس وزراء الياباني شينزو آبي المرتقبة إلى طهران من حدة التوتر في المنطقة.
ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن عراقجي قوله في مقابلة مع قناة يابانية إن اليابان قد تتمكن من أن تجعل الأميركيين يدركون الظروف الراهنة، مبديا أمله في أن تخفف زيارة آبي إلى طهران من حدة التوتر في المنطقة.
ورحب عراقجي بزيارة رئيس الوزراء الياباني إلى طهران، موضحا أن آبي سيجتمع الأسبوع المقبل مع المسؤولين الإيرانيين وعلى رأسهم المرشد الأعلى علي خامنئي.
وكانت وكالة كيودو اليابانية قد أعلنت رسميا أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي سيزور طهران في 12-14 حزيران الجاري، في أول زيارة لرئيس وزراء ياباني إلى إيران منذ عام 1978، ليلتقي الرئيس حسن روحاني في 12 حزيران والمرشد الأعلى خامنئي في 13 حزيران.
في الأثناء أكد الناطق باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف أن القوات الأميركية أصبحت أكثر أدبا في الرد على أسئلة الحرس الثوري أثناء عبورها من مضيق هرمز.
ونقلت وكالة الدفاع المقدس عن شريف قوله: أميركا أصبحت تجاوب عن أسئلة الحرس الثوري في الخليج بطريقة أكثر أدبا، وحتى الآن لم نشاهد أي تغيير في تصرفاتهم أو أسلوب خطأ في تعاملهم.
وتابع أن القوات المسلحة الإيرانية وخاصة القوة البحرية في الحرس الثوري تحمل على عاتقها حماية مياه الخليج وخاصة مضيق هرمز ونحن جاهزون لأي سيناريو من قبل العدو في تلك المنطقة.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 7-6-2019
الرقم: 16996