قال مدير غرفة تجارة دمشق الدكتور عامر خربوطلي للثورة إن الحديث يتزايد عن تطوير المشروعات في سورية والعالم وتتنوع الوصفات والحلول، مبيناً أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تشكل حوالي 97% من القطاع الخاص السوري وأكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي، موضحاً إن تطوير هذه المشروعات وتعزيز تنافسيتها سيسهم بشكل واضح في ولوج حالة التعافي والانتعاش المطلوبتين.
وأوضح أن من المفاهيم الجديدة التي أصبحت من ضرورات تطوير المشروعات «هندسة القيمة وتكلفة النشاطات وتسويق الخدمات ونظرية (Z) في الإدارة والحوكمة وقياس مخاطر الأعمال وإدارتها ومحاسبة التفاوضية وإدارة التكلفة- تحليل SWOT – التدريب المعرفي والميزة التنافسية ورأس المال المعرفي (الإبداع والابتكار) وإعادة هندسة العمليات مؤكداً أن هذه المفاهيم الجديدة وغيرها أصبحت عصب نجاح الشركات وتعظيم عوائدها في جو من المنافسة والعولمة، مشيراً أن نجاح المشروعات اليوم وبخاصة الصغيرة منها يعتمد على عاملي الإبداع والابتكار الذين تم تعريفهما دولياً بأنهما «رأس المال المعرفي» وهما قاعدة قيام المشروعات الصغيرة والمتوسطة SMEs، فإذا كان الإبداع هو تحسين وتطوير ما هو موجود فإن الابتكار هو كسر ما هو موجود لخلق شيء جديد، موضحاً أن قيمة المؤسسة أو الشركة اليوم تتوزع على رأس المال البشري ورأس المال المعرفي والتدريب المعرفي والتعليم المستمر، مبيناً أن ما يعطي للشركة ميزتها التنافسية هو البقاء والنمو والاستمرار.
وأشار إلى أهمية المعرفة في تطوير الشركات ونشوء ما أصبح يُعرف بإعادة هندسة العمليات باتجاه تحقيق أعلى درجات الكفاءة.
وقال إن عوامل الإنتاج التقليدية من(الأرض ورأس المال والتنظيم و العمل) لم يعد يشكل سوى 20% من عوامل الإنتاج على حساب مفاهيم وعوامل جديدة لا غنى عنها لنجاح الشركات كالمعلوماتية و التنافسية و إدارة الوقت التي تشكل اليوم 80% من عوامل الإنتاج ونجاحها هو الذي يؤدي لنجاح المؤسسة، مبيناً انه ومع بداية عام 1997 تم إلغاء مفهوم الخطة التقليدي على مستوى الشركات والمؤسسات واعتماد مفهوم (الإستراتيجية) المتمثلة بالبيئتين الداخلية والخارجية للمنظمة ونقاط القـوة والضعف والفرص والتهديدات وهو ما يعرف اليوم بتحليل (SWOT) والذي لا غنى عن القيام به اليوم لأي شركة أو مؤسسة أو منظمة تسعى لمعرفة واقعها الحقيقي وتحاول تطوير عملها من خلال بناء استراتيجيات مختلفة.
ولفت إلى التطوير الكبير الذي طرأ على دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع الجديدة والتي أصبحت تنقسم إلى مجموعات متداخلة ومترابطة ومتسلسلة من الدراسات وليس دراسة واحدة حسب جدوى الجوانب البيئية والقانونية و التسويقية والجوانب الفنية والمالية والاجتماعية والاقتصادية وإدارة المخاطر، مؤكداً إن رأس المال البشري هو النواة لنجاح المشاريع الصغيرة
ولكي ينجح المشروع ـ أضاف ـ فإنه لابد أن تأتي فكرة المشروع من منظم المشروع الذي يجب أن يكون قانعاً بها ومتحمساً لها، ويمكن التفريق على مستوى المشروع بين المنظم (صاحب الفكرة) وهو المسؤول عن صلاحيتها وتحويلها من فكرة إلى فرصة والمدير وهو الذي يجعل الفرصة مشروعاً والمستثمر الذي يقدم الأموال للمشروع، مبيناً أن المعيار الحديث لتصنيف المشروع يعتمد على مفهوم جديد متكامل لا يحتمل التجزئة (رأس المال والعمالة ومخرجات المؤسسة بالإجمالي (رقم الأعمال)، وأن أهمية التصنيف تكمن في دعم وتمويل المشاريع ومشاركتها في التنمية.
دمشق ـ وفاء فرج:
التاريخ: الثلاثاء 11-6-2019
الرقم: 16997