الخسارتان الأخيرتان لمنتخبنا الكروي الأول أمام منتخبي إيران وأوزبكستان على الترتيب فتحتا الباب مجدداً أمام عدة نقاشات محتدمة وآراء متبادلة عن الكيفية التي يمكن من خلالها أن تعود كرتنا بشكل عام ومنتخبنا الأول على وجه التحديد إلى الشكل الذي كان عليه الحال قبل نحو عامين ولاسيما أن الخسارتين المذكورتين وإن كانتا في مناسبتين وديتين إلا أنهما أعطيتا مؤشرات واضحة وصريحة عن الوضع المزري الذي وصل إليه المنتخب وهو وضع لا يختلف اثنان على كونه نتيجة تراكمات سابقة وأخطاء متعددة ارتكبها اتحاد اللعبة الشعبية الأولى سواء فيما يتعلق بالشق الفني أو فيما يرتبط بالجانب الإداري.
لكن بغض النظر عن طبيعة الآراء المتداولة فإن السؤال الذي يطرح نفسه يتركز على ماهية المعالجة التي سيعتمدها اتحاد الكرة للعودة بالمنتخب إلى المسار الصحيح،وهل ستتناسب هذه الخطوات العلاجية مع مشاكل منتخبنا بحيث تكون بحجم التطلعات،أم أنها قد لا ترقى للمستوى الذي ينتظره أبناء الشارع الكروي لناحية اتخاذ خطوات جريئة تضع النقاط على الحروف وتؤدي لنقلة نوعية في الواقع الفني لكرتنا عموماً ومنتخبنا بشكل خاص،وتنهي كل المشاكل الإدارية التي تضج بها أجواء المنتخب وتؤثر بشكل أو بآخر على عطاءات كوادره؟.
في الحقيقة حاول اتحاد كرة القدم بعد الخيبة الكبيرة التي سجلها المنتخب خلال نهائيات كأس آسيا الأخيرة التي أقيمت مطلع العام الجاري في دولة الإمارات،حاول أن يعالج مشاكل المنتخب قدر المستطاع لكن المعالجة المعتمدة كانت سطحية بشكل كبير باعتبارها قامت على تغيير الوجوه دون تغيير آليات العمل الرثة والبالية التي تسببت بتسجيل أسوأ مشاركة في تاريخ تواجد منتخبنا في النهائيات الآسيوية مع تكرار ذات الأخطاء والوقوع في نفس العثرات.
اتحاد الكرة أقال المدرب الألماني بيرند شتانغه وعيّن الكابتن فجر إبراهيم عوضاً عنه ثم أعفى رئيس الاتحاد نفسه من مهمة مدير المنتخب وقام بتعيين النجم رضوان الشيخ حسن كمدير للمنتخب لتعود الصورة السلبية التي كان عليها المنتخب في النهائيات الآسيوية بالظهور مجدداً على اعتبار أن تدخل بعض المتنفذين في اتحاد اللعبة بعمل مدرب المنتخب ومديره استمر ليتكرر ذات مشهد النهائيات الآسيوية بعد أن وقع اتحاد الكرة بذات الأخطاء التي تسببت بالخيبة الأخيرة في النهائيات.
وفقا لما سبق فقد تعامل اتحاد الكرة مع قشور المشكلة التي يعانيها المنتخب دون أن يتطرق إلى لب الموضوع حيث اكتفى الاتحاد بتغيير الأسماء دون أن يتغير سلوك البعض القائم على التدخل بعمل الجهاز الفني والإداري ليكرس منتخبنا ظهوره السلبي بعد أن تعمقت الأخطاء نتيجة الاهتمام بقشور المشكلة فقط.
يامن الجاجة
التاريخ: الخميس 13-6-2019
رقم العدد : 16999