عام مضى على قمة الرئيسين الأميركي دونالد ترامب وكيم جونغ أون، وأجواء التوتر لاتزال قائمة بين البلدين نتيجة السياسة الأميركية المتعنتة والفوقية التي تريد فرضها على بيونغ يانغ، وهو ما تسبب بتوقف المحادثات وتجميد الحوار الذي بدأه الطرفان في سنغافورة واستكملاه في فيتنام.
اليوم وبعد مرور تلك الفترة الزمنية من عمر اللقاء الأول يعود ترامب إلى مغازلة جونغ أون، وسياسة الترغيب بهدف جس النبض واستنباط النية الكورية الديمقراطية، وفي هذا السياق قال الرئيس الأميركي إنه تلقى رسالة رائعة ودافئة جداً من الزعيم الكوري الديمقراطي وألمح إلى قرب لقائهما مجدداً، مضيفاً في تصريح صحفي من أمام البيت الأبيض: أعتقد أن كوريا الديمقراطية تحظى بإمكانيات مذهلة تحت زعامة رئيسها جونغ أون.
ترامب جدد تأكيده على أن علاقته مع جونغ أون جيدة جداً، لكنه لم يوضح متى وأين سيجتمع معه، مشيراً فقط إلى أن اللقاء سيعقد قريباً، وقال: إن جون أون ملتزم بما تعهد به، وذلك مهم جداً بالنسبة إلي.
وبعودة إلى اللقاء الأول ومضي عام على انعقاد أول قمة بين ترامب وجونغ أون فقد اتفق الطرفان على دفع مباحثات السلام للأمام، ونزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية. ووقع الجانبان اتفاقاً غير واضح المعالم لنزع الأسلحة النووية آنذاك، بسبب سياسة أميركا المزدوجة والمواربة، وتهربها من الالتزامات المفروضة عليها.
مراقبون أكدوا أن كلا البلدين يُعتبران في حالة حربٍ فيما بينهم باعتبار أن حرب الأربع سنوات، التي دارت رحاها بين عامي 1950 و1953، لم تتوقف إلا باتفاق هدنةٍ دون أن يتم توقيع اتفاق سلام.
وعشية الذكرى الأولى للقاء الرئيسين طالبت بيونغ يانغ واشنطن بالتخلي عما سمتها السياسات العدائية، على حين تحدث مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جون بولتون عن إمكانية عقد قمةٍ ثالثةٍ بين ترامب وجونغ أون زاعماً أن الأمر متوقفٌ على بيونغ يانغ.
وعلى ضوء ذلك، لا تبدو أن عجلة السلام قد دارت في الاتجاه الصحيح بعد نتيجة المماطلة الأميركية، حيث ستشكل الفترة المقبلة منعطفاً مهماٍ في مسار عملية السلام بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية، فإما أن تفضي إلى عملية سلامٍ فعلية أو تسير الأمور في اتجاه التصعيد وأجواءٍ قد تفوق ما كانت عليه قبل قمة الرئيسين التاريخية في سنغافورة.
وكالات- الثورة
التاريخ: الخميس 13-6-2019
رقم العدد : 16999