ملحق ثقافي..حبيب الإبراهيم;
أولئك
الذين يسهرون
في الجبال
عند المعابر
أولئك
الذين لا يموتون
إلا وقوفاً
كالأشجار
أولئك
يرسمون
من صبرهم
سماء جديدة
وطرقات جديدة
لأطفال يمرحون
ويلعبون كل صباح
والأفق بين يديهم
صبر وأمل..
أولئك يعانقون البنادق
وعيونهم تعانق المدى…
الخطوط
الملتوية تواصل سيرها
نحو المدى الأزرق
وشقائق النعمان
تتزايد كل يوم
فالفراشات
على موعد مع الضياء..
ربما
أسامر الصمت
وأنقش على جدار القلب
كيف يكون التراب
بلون النجيع؟
كل المدن
القرى
الساحات
ترقص طرباً
في عرس الينابيع
والطرقات…
ترى هل ما زالت الأمهات
وأطفال المدارس
واولاد الأفران
يستيقظون عند الفجر
مع الندى
والياسمين..؟؟
الدروب لا تنتهي
ترسم وجوه من عبروا
إلى القمة
إلى القلوب..
هنا
يقف التاريخ
يخلع ملابسه القديمة
ويكتب من جديد
أسفار النور
والضياء..
**
جواز سفر
هي…
جوهرة
من حقول الأمس
يانعة القسمات
توزع حنطتها
نشيداً
ندياً
تشتهيه السواقي
والعيون..
هي
سهول لم يعكرها
سراب البوادي
أو رمال القحط..
قريبة في اشتهاء
النو
أو رقص السنابل..
رمانة في يدي
تحمر خجلاً
عند ذبول الفجر
داهمته الجهات
غير أن الصبح
تدلى في خفر
يرسم كل الوجوه
المتداخلة
والبعيدة
يشتاق أن يتوقف
هنيهة
بعد أن أعياه
التشرد والحجر
الآن
هذي القرى
تفك ضفائرها
احتفاءً
بالعصافير
بالسواقي
بحكايات جدتي
بأناشيد الصغار
بحبات المطر..
من يا ترى
يغلق اليوم بوابات
من عبروا
صعوداً
ومن رحلوا
في سفر الغياب؟
من يمكث وحيداً
في صهيل الغيم
وينقش حروفه
طوابع منسية
في جواز السفر؟؟
التاريخ: 18-6 -2019
رقم العدد : 17003