ملحق ثقافي – عقبة زيدان:
ذكر الخيال الشعري أول مرة على لسان أرسطو في «فن الشعر» حين قال: «إن الناس كثيراً ما يخالفون العلم ويخضعون لأخيلتهم». وهو اعتراف أرسطوي بقيمة الخيال في العمل الفني، وبأن التخييل هو أساس العملية الشعرية وجوهرها.
في حين نرى أن ابن سينا، بذكائه الثاقب يشرح قوة التخيل بأنها قوة متخيلة بالقياس إلى النفس البشرية، ومفكرة بالقياس إلى النفس البشرية. فالخيال يحفظ ما تلقته الحواس الخمس، ويبقى بعد غياب هذه الحواس.
والصور المتخيلة عند الفارابي، أستاذ ابن سينا، هي التي تحفظ رسوم المحسوسات بعد غيبتها عن الحس، وتقوم بتركيب بعضها إلى بعض وبفصل بعضها عن بعض.
أعلى كولريدج من قيمة الخيال في الشعر وفي الأدب عامة، وهو الذي كتب كتاباً سماه «الخيال الرمزي»، حاول عبره أن يعلي من شأن الشعر في تغيير المفاهيم عن العالم من حولنا. وما يجعل كولريدج مميزاً هو تأسيسه مع صديقه ووردزوورث المذهب الرومانسي في بريطانيا، إضافة إلى أنه ابتكر نظرية فلسفية في الأدب، تقوم على عنصر الخيال، باعتباره الحياة نفسها.
لم يعد الخيال في نظرية كولريدج كما كان سابقاً، أي مجرد تصور للأشياء، بل أصبح يعني عمق الإدراك والإحساس؛ إنه العقل في أكثر مراحله سمواً. وبناء على هذه النظرية، تكشفت عبقرية كولريدج في شعره، إذ إنه جعل قصيدته وحدة عضوية متماسكة، لا يمكن إعادة صياغتها.
التاريخ: 2-7 -2019
رقم العدد : 17014