جبل طارق ..السباحة البريطانية مع التيار الأميركي !!

المضيق لفظة تطلق على قناة مائية تصل بين مسطحين مائيين كبيرين أي إنها تصلهما ببعض ، ويكون المضيق محصوراً بين مساحتين من اليابسة وللمضائق أهمية اقتصادية وتجارية حيث إنه يكون المعبر و الواصل بين بحر وآخر أو محيط وبحر.
من هذه المضائق مضيق جبل طارق الذي يقع بين دولة المغرب ودولة إسبانيا ومستعمرة جبل طارق البريطانية أي إنه يقع بين شبه جزيرة أيبيريا شمالاً وشمال إفريقيا جنوباً وعند حدوده من ناحية الغرب يقع مدخله من (رأس سبارتيل المغربية) و (رأس الطرف الأغر إسبانيا) وشرقاً مستعمرة جبل طارق البريطانية ويشرف عليه دولياً المغرب وإسبانيا وبريطانيا أما عن كونه مضيق وممر مائي فهو يصل البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي.
يعد هذا المضيق من أهم المعابر البحرية في العالم حيث تصب المياه المتدفقة شرقاً من المحيط الأطلسي الى البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق جبل طارق ، والمياه الفائضة منه تحملها غرباً التيارات التحتية التي تجري عبر المضيق نحو المحيط الأطلسي، وتبلغ عمق مياه هذا المضيق حوالي ٣٠٠متر ويبلغ طوله حوالي ٥٨كيلو متراً أما عرضه ففي أقصر مكان بين النقطة المغربية والنقطة الأسبانية فيبلغ ١٤كيلو متر وفي الاتساع يصل العرض إلى ٤٣كيلو متر بين سبارتيل المغربية ورأس الطرف الأغر الإسبانية ويتسع عرضه من الناحية الشرقية بحوالي ٢٣كيلو متر وهي المنطقة القريبة من مدينة سبته.
ويحتل المضيق أهمية كبيرة من الناحية التجارية والاقتصادية ، حيث كان يشكل نقطة عبور مهمة للبحارة القدماء نحو المحيط الأطلسي ، كما لا يزال نقطة حيوية كطريق شحن لكل من المناطق الجنوبية من أوروبا والمناطق الشمالية من إفريقيا والغربية من آسيا ، وساعد وجود المضيق على تدفق المياه بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي مما حال دون تحول البحر الأبيض إلى بحيرة مالحة.
أما بالحديث عن الدول المتحكمة في مضيق جبل طارق ، فيعتبر هذا المضيق ذا حكم ذاتي تابع لدولة بريطانيا .
تنطبق القواعد الخاصة بالمياه الاقليمية والدولية على المضائق ، فإذا كان عرض المضيق أكثر من ستة أميال حوالي ١٠كيلومترات تصبح نصف هذه المسافة والموزعة على جانبيه مياهاً إقليمية و الشقة المائية في وسطه تصبح مياهاً دولية ، أما لو كان عرض المضيق ثلاثة أميال أي حوالي ٥كيلومترات، فإنه يصبح مياهاً إقليمية صرفه ويصبح للدول المحيطة به حق السيطرة عليه ويحدد نصيب كل منها من المضيق بخط يمر في وسطه ، حيث يشرف على مضيق جبل طارق كل من المغرب وإسبانيا ومنطقة الحكم الذاتي جبل الطارق
هذا الممر المائي هو من أكثر الممرات كثافة في العالم حيث تمر منه أكثر من ١٠٠ألف مركبة بحرية في العام، كما أنه ممر ضروري للعتاد البحري والغواصات النووية بالإضافة إلى أنه يعتبر ممر رئيسي للجيوش والعتاد سواء في الحروب القديمة أو الحديثة ، وآخر ما مرّ من هذا المضيق حاملات الطائرات والجند الأميركية العملاقة التي توجهت مؤخراً نحو الشرق الأوسط بسبب التوتر الكبير بين أمريكا وأيران بسبب الاتفاق النووي.
ورغم بسط بريطانية سيادتها على المضيق عبر الحكم الذاتي لجبل طارق الا أنها تخضع أي لندن للاشارات الأميركية..فبناء على طلب أميركي قامت السلطات في مضيق جبل طارق باحتجاز ناقلة نفط إيرانية عملاقة قالت إنها كانت في طريقها إلى سورية فنددت إيران بالعملية واصفة إياها بـ «الاعتراض غير القانوني» واستدعت السفير البريطاني لديها احتجاجا على انزال كوماندوس بحري بريطاني تحت جنح الليل للاستيلاء على ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق
بدورها أكدت الخارجية البريطانية استدعاء سفيرها لدى طهران وقال متحدث باسم الخارجية إن السفير سيؤكد دعم بريطانيا لاحتجاز جبل طارق للناقلة تحت ذريعة انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
ويأتي احتجاز السفينة العملاقة «غريس 1» البالغ طولها 330 مترا في وقت حساس في العلاقات الأوروبية الإيرانية بسبب الخلافات حول تخصيب اليورانيوم. بدوره، أعلن وزير الخارجية الإسباني جوسيب بوريل الخميس أن الولايات المتحدة طلبت اعتراض ناقلة النفط. وقال «نحن في صدد درس الظروف التي رافقت هذه المسألة، لقد كان هناك طلب وجهته الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة» لاعتراض ناقلة النفط.ويذكر أن ادارة مضيق جبل طارق غيرت قوانينها الملاحية بما تتناسب مع العقوبات الأوروبية على سورية قبل 36 ساعة فقط من عبور الناقلة

ديانا خالد الأشهب
التاريخ: الثلاثاء 23-7-2019
الرقم: 17031

 

 

 

 

آخر الأخبار
مع اقتراب موسم قطاف الزيتون.. نصائح عملية لموسم ناجح "جامعة للطيران" في سوريا… الأفق يُفتح بتعاون تركي "التربية والتعليم" تعلن آلية جديدة لتغيير أسماء بعض المدارس مدارس حلب تستقبل طلابها بحلّة جديدة الشرع يلتقي ملك إسبانيا ورئيس الوزراء الهولندي في نيويورك "حقائب ولباس مدرسي".. مبادرة أهلية تخفّف أوجاع العام الدراسي تطوير البرامج الإنسانية والتنموية في حلب  أونماخت: مشاركة سوريا بالأمم المتحدة تفتح الباب لمرحلة جديدة  وزير الصحة يفتتح مركز معالجة الأورام السرطانية في درعا  تراجع إنتاج الزيتون في حماة بنسبة40 بالمئة بسبب الجفاف  هل حققت "مهرجانات العودة للمدرسة" الجدوى والهدف؟  الحوكمة في سوريا.. ركيزةٌ غائبةٌ لريادة الأعمال وفرصةٌ لمستقبل زاهر  إدلب تستعيد نبضها.. مبادرة "الوفاء لإدلب" تكتب فصلاً جديداً  التعليم المهني.. جسرٌ نحو المستقبل وفرص الحياة الواعدة  الخطاب الرئاسي يؤكد أن سوريا تنتمي لمناضليها في الداخل والخارج  باحث سياسي : خطاب الشرع يؤسس لمرحلة من التعافي و النهوض والانفتاح  تعهد ترامب الحازم ..هل سيمنع نتنياهو من ضم الضفة؟ "النشرة الضوئية"..  فجوة تضع المواطنين بمواجهة منتحلي الصفة الأمنية موقع فرنسي: إسرائيل تفتعل الفوضى الأمنية في سوريا تكريم المؤسسات الفاعلة في ختام مشروع بنيان 3