وانت تتابع أخبار رحيل الفنان المصري فاروق الفيشاوي، تجذبك طريقة تعاطي ابنه الفنان أحمد مع وفاة والده وحرصه على تنفيذ وصيته بدفنه في مسقط رأسه المنوفية الى جانب شقيقه رشاد..
حين تفقد تركيزك وتنجرف في قراءة الأخبار، يتهيأ لك أنك في فيلم ولكنه واقعي، ماتعيشه في رحيل الفنان يشبه فيلماً لكن نهايته تراجيدية، الآلام علقت بالفنان منذ العام الماضي حين أعلن في مهرجان الاسكندرية عن مرضه مؤكداً انه سينتصر في المعركة.. ولكنه خسرها..!
يبدو أن الخسارة الوحيدة.. هي خسارتنا في معركة الحياة، لكن من أبدع لربما تنقذه تلك اللحظات الفنية حين يستعيدها جمهور آمن به وعشق فنه.. حين نرى الصور المسربة عن ولدي الفنان أحمد العاشق للأضواء شبيه والده في تحركاته وحتى تمرده، بينما ابنه الآخر عمر، يختلف كليا عنهما.. حتى انه في جنازة والده ارتأى التخفي قدر الامكان..!
النهاية الحزينة للفنان الفيشاوي، جعلت محبيه وزملاءه الفنانين يلتقون في رحيله, مذهولين.. لايصدقون أنه رحل, بعد أن وعدهم بانه سينتصر..!
الفيشاوي غادرنا تاركاً إرثا فنيا كبيرأً (148 فيلما سينمائيا و71 مسلسلا و14 مسرحية) تنويعات فنية وأدائية حملتها شخصياته بداية من فيلم المشبوه في بداية الثمانينات من القرن الماضي حين شارك الفنان عادل امام والفنانة سعاد حسني، بطولة الفيلم, تلاه مسلسل ليلة القبض على فاطمة عام 1982, لتتراكم نجوميته اثر العملين ولتأتيه الادوار بعدها بكثافة لافتة لم يستطع تجسيدها كلها، فكان يختار الادوار المركبة منتقلا بسلاسة بين الرومانسية والتراجيدية والكوميدية..
ومابين مشهد تحرير الطفل في فيلم المشبوه، ابن عادل امام الذي اختطف، ومواجهة عادل امام في مسلسل عوالم خفية في مشهد يعتبر من اقوى المشاهد التي أداها الفيشاوي.. عاش الفنان تمردا حياتيا لافتاً، وامتلك كاريزما، مكنته من خلق بصمة فنية لاتنسى..
soadzz@yahoo.com
سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 29-7-2019
الرقم: 17036