وهم «المنطقة الآمنة» يشعل خلافاً بين شريكتي الإرهاب…خروقات الإرهابيين تنزع قناع احتيال أردوغان وتستهدف قرارات «آستنة»
تتكرر الخروقات الإرهابية بدعم من مشغليهم، بعد أن كان النجاح حليف المحادثات في استنة بنسخته 13، حيث إن المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من النظام التركي رفضت الالتزام بوقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد في إدلب وقامت بشن العديد من الهجمات على المدنيين في المناطق الآمنة المحيطة، كما استهدفت مجموعات إرهابية قاعدة حميميم الروسية بقذائف صاروخية سقطت في محيط القاعدة مخلّفة خسائر بشرية ومادية.
تلك الخروقات دفعت بالجيش العربي السوري إلى تفعيل ردوده الميدانية حيث أعلن أنه سيستأنف عملياته ضد التنظيمات الإرهابية في منطقة الاتفاق في إدلب، مشيراً إلى أن قراره هذا جاء بسبب عدم التزام المجموعات الإرهابية المسلحة هناك بوقف إطلاق النار.
وذكر بيان للجيش أمس إنه على الرغم من إعلانه الموافقة على وقف إطلاق النار في إدلب في الأول من الشهر الحالي، «رفضت المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من تركيا، الالتزام بوقف إطلاق النار وشنّت العديد من الهجمات على المدنيين في المناطق الآمنة المحيطة».
يأتي ذلك انطلاقاً من كون الموافقة على وقف إطلاق النار كانت مشروطة بتنفيذ أنقرة التزاماتها بموجب اتفاق سوتشي، وهذا يدل مجدداً على عدم التزام انقرة بأي اتفاق ويؤكد سعيها إلى المراوغة في كل ما من شأنه الانتقال بسورية إلى ضفة الحلول، والخروج بها إلى برّ الأمان.
وفي سياق مواصلته الدؤوبة لتحرير كل الأراضي السورية من رجس الإرهاب، عثرت وحدات الجيش العربي السوري على شبكة أنفاق وتحصينات هندسية خلال تمشيطها الأراضي الزراعية التابعة لقرية حصرايا بريف حماة الشمالي الغربي كانت التنظيمات الإرهابية تستخدمها في التنقل وتخزين أسلحتها وذخيرتها ومنطلقاً لاعتداءاتها على المناطق الآمنة ونقاط الجيش قبل دحرها منها.
أنقرة التي تلعب على حبال المراوغة والمماطلة فيما يخصّ الشأن في إدلب تعيد تفعيل مسرحياتها الخلافية مع واشنطن تحت مزاعم الحرب على الإرهاب الذي يهدّد أمنها القومي بحسب مزاعمها.
ففي كل مرة تبحث به عن جديد يعطيها ذرائع جديدة للاعتداء على إلى الأراضي السورية واحتلال أجزاء منها للوصول الى اوهامها العثمانية عبر ما يسمى «المنطقة الامنة» المزعومة، وهذه المرة من خلال ما اضافته من عناوين هزلية تخدم اهدافها في المراحل القادمة ولاسيما أن قرارات استنة قد الزمتها بعدم دعم الارهاب شمالاً، وفي مسرحية نفاق جديدة جددت تركيا دعوتها إلى الولايات المتحدة كي تكف عن دعم «الفصائل الكردية» في شمال سورية.
وصرّح وزير خارجية النظام التركي مولود تشاوش أوغلو خلال مؤتمر صحافي في أنقرة ننتظر الولايات المتحدة كي ترد إيجابياً على دعوتنا الكفّ عن التعاون مع «وحدات حماية الشعب الكردية».
يأتي ذلك في ظل الفشل الكبير في المحادثات التي يجريها الأتراك والأميركيون في أنقرة بشأن احتمال إنشاء «المنطقة الآمنة» المزعومة في شمال سورية تحت ذريعة فصل الحدود التركية عن بعض مواقع ميليشيا «قسد» بينما يرى محللون بأن الوضع القائم بين شريكي الإرهاب الأميركي والتركي يقف على حافة التوترات التي أسستها أطماع كل من البلدين في المنطقة في حين يخيم على المشهد بين البلدين حذر غير مسبوق في طريقة التعاطي مع الملفات المشتركة.. فلم تمضِ ساعات على تصريحات رئيس النظام التركي أردوغان، عزمه القيام بعملية عسكرية في منطقة الجزيرة السورية، في منطقة تسيطر عليها مرتزقة «قسد» المدعومة أميركياً، حتى جاء الرد الأميركي سريعاً برفض القرار التركي، مؤكداً أن واشنطن تواصل بحث موضوع «المنطقة الآمنة»، مع سلطات النظام التركي.
وتعيش مرتزقة «قسد» حالة من التخوف من المواقف الأميركية وهي التي لطالما عمدت إلى حرق ورقتها في كل وقت تراه مناسباً، لاسيما مع تزامن الحديث عن محادثات أمريكية – تركية بخصوص ما يسمى بـ»المنطقة الآمنة» المزعومة مع الكشف عن العديد من الإجراءات للاحتلال الأميركي في منطقة التنف المحتلة من قبلها جنوب شرق سورية.
إضافة إلى ذلك، فإن أميركا لا تستطيع أن تتخلى عن الأتراك، لعلمها بأن تخليها عن تركيا سيدفع الأخيرة إلى تعميق تحالفها مع روسيا ما يتسبّب بتقوية الجبهة المعادية لأميركا في المنطقة.
في غضون ذلك كشفت موسكو عن قيام واشنطن بنقل عدد من إرهابييها الذين تدربهم في منطقة التنف جنوبي سورية إلى أراضي الجزيرة السورية.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الثلاثاء 6-8-2019
رقم العدد : 17042