السجاد اليدوي

لم تصدق تلك السيدة الخمسينية أنها ستعود يوما وتجلس في ذاك المكان، وعلى ذاك النول الذي هجرته سنوات طوال حين كانت تغزل بيديها هي وزميلاتها أجمل الرسومات في حياكة السجاد اليدوي.
إن قرار عودة احياء وتفعيل وحدات عمل الصناعة الريفية في جميع المحافظات لايخدم المجتمع الريفي وحسب وانما يعيد لذاكرته ذاك التراث وتلك القيمة الحرفية لصناعة السجاد اليدوي ،يوم كان الجميع يتسابق للفوز بسجادة وفق مواصفات كان هو من يحددها وتنجز له حسب الطلب.
إن الاهتمام بالمشروعات الصغيرة وإعادة إحيائها والمسماة سابقا بالوحدات الإرشادية هو بحد ذاته تنشيط لليد العاملة الريفية وامتصاص لقدرات النساء اللواتي يجدن ويبدعن في اتقان الحرف اليدوية المختلفة ،بعدما أثبتن وجودهن على خارطة العمل الأهلي والوظيفي بكل جدارة، مع قدرتهن على التصميم وإعطاء الأفضل مما يمتلكنه من قوة إرادة وحس فني ورغبة في العمل، لاسيما وأن الظروف أصبحت قاهرة بكل تفاصيلها وتحتاج إلى فرص عمل ومبادرات أهلية ومجتمعية ومؤسساتية.
ان قرار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بعودة اربع وحدات صناعة ريفية للعمل في محافظة حماة وريفها وتزويدها بجميع مستلزمات العمل من أصواف ونولات وغيرها، هو اكثر من هام ضمن خارطة تمكين الأسر والنساء الريفيات بعد أن أضيف لهن أسر الشهداء والجرحى وفاقدو المعيل والفئات الأكثر فقرا التي فرضتها تداعيات حرب عدوانية مدمرة بكل التفاصيل. أهمية المشروع تكمن بضرورة الالتفات الى الريف الذي يعاني فقرا بالبنى التحتية الصناعية والإنتاجية إلى حد كبير..واذا ما أعيد النظر بإنجاز مشاريع إنتاجية تناسب الواقع وحجم السكان واليد العاملة وقوى العمل، فإن ذلك يعزز الاستقرار والأمان النفسي والاجتماعي ويطلق العمل الإنتاجي بقوة وسرعة في المشروعات المستحدثة والمتوقفة، مايساعد في تخفيف الأعباء والضغوطات الاقتصادية والمادية الى حد كبير، وهنا تكمن أهمية دور مديريات الشؤون الاجتماعية والعمل ومتابعتها في المحافظات من خلال التنسيق والتعاون مع الوزارة ومنظمات أخرى كالهلال الأحمر العربي السوري، وإقامة شراكات مع الجهات المعنية لإنجاز دورات مهنية تدريبية تستهدف الشرائح والفئات الراغبة من النساء وغيرها،بغية إحياء صناعة السجاد اليدوي بمواصفات غاية في الأهمية نظرا لوجود اليد الخبيرة والمميزة لاسيما في محافظة حماة وريفها،والاستفادة القصوى قدر الامكان من مهارات اليد العاملة السورية في صناعة السجاد اليدوي الذي بات مطلبا وذاكرة اجتماعية.

غصون سليمان
التاريخ: الاثنين 19-8-2019
الرقم: 17050

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب