بين الشعبي والفطري

ثمة علاقة متداخلة وملتبسة بين مصطلح الفن الشعبي ومصطلح الفن الفطري، ولإزالة هذا الالتباس نشير الى ان الفن الشعبي يشمل كل الفنون الموجهة لعامة الناس، ومن ضمنها: الفن الواقعي «بوب آرت» والملصق الإعلاني، وفن الكاريكاتير، والفنون الزخرفية «الأرابسك» وغيرها من الفنون الواضحة والمفهومة، والتي لا تحتمل التأويل والاجتهاد.
ولهذا فالفن الشعبي مرتبط بالاسلوب وليس بالموضوع، فموضوع دمشق القديمة شعبي بامتياز، وفي أكثر الأحيان يعالج برؤية واقعية أو تقريرية أو مباشرة، وحين يقدم بطريقة تعبيرية مبسطة، يخرج من إطار الفن الشعبي، ويدخل إطار فن النخبة لأنه بذلك يصبح بحاجة إلى ثقافة فنية ومعرفة بالتيارات والتقنيات الحديثة.
وأول إشكالية تطرحها عبارة فن فطري، تكمن في أن معظم الفنانين يعتبرونها تهمة، حين تلصق بتجاربهم، وخاصة إذا كانوا قادمين من المحترفات الأكاديمية، ويمتلكون ثقافة فنية، وهذا الاعتقاد غير صحيح، فاللوحة الفطرية يمكن أن تكون صادرة عن فنان أكاديمي أو غير أكاديمي ، حين تكون حركة خطوطها وألوانها مرسومة بصدق مطلق، قريب من عفوية وتلقائية رسوم الأطفال. وثمة نقاط التقاء بين الفن الفطري والفن الشعبي، فهما يلتقيان في ان كليهما موجه لعامة الناس، ولا يحتاجان لثقافة بصرية، لاستشفاف عناصرهما الجمالية والتعبيرية. ولإزالة الالتباس يمكننا القول إن الفنان الفطري يمكن أن يكون أمياً لا يعرف القراءة والكتابة، ويمكن أن يكون عالماً في الفن بآن واحد.
وهنا نقدم أجوبة لتساؤلات كثيرة مكثفة وصارخة، في خطوات المقاربة والمباعدة بين الفن الفطري والفن الشعبي، ونؤكد وبشكل ملفت مدى التباعد والتقارب بينهما، والفنان الفطري يؤكد هواجس استمرارية اللوحة المستمدة من القصص الشعبية (مثل عنترة وعبلة).
وعلى خلاف ذلك قد تبرز في اللوحة الشعبية، ملامح تصويرية واقعية تتحاور وبشكل لافت ومباشر مع عناصر الطبيعة والعمارة والاشخاص وغيرها.
facebook.com adib.makhzoum

أديب مخزوم
التاريخ: الأحد 8-9-2019
الرقم: 17069

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك