حــــدّ فاصــــــل..

في كتابها «أساتذة اليأس»، تذكر نانسي هيوستن قصيدة فارسية، يرد في أحد مقاطعها: (إنْ أنت لم تهشّم كأس الحزن على الصخرة، عما قريب، ستتضاعف ألوانه السبعة لتصبح سبعين)..
هكذا تتكاثر الأفكار السوداء.. ويتضاعف عدد الوسوسات السلبية كلّما تعمّقنا في تأملها.
تبدو فكرة مرعبة أن يقوم فيلسوف بحجم إميل سيوران بتأليف كتابه المعنون «على ذرا اليأس» وهو لم يزل في الثانية والعشرين من العمر.. هو نفسه كان ذكر مرةً: (يعتريني إحساس غريب حين أفكر أنني، في هذا العمر، متخصص في الموت)..
ماذا عن أولئك المتخصصين في الحياة..؟
لعلها أشبه بحالة «تحدٍّ» القيام بذكر أحد المتخصصين في الحياة قبالة من يناقضهم، أي أولئك المتخصصين في الموت..
يمكن تشبيه الأمر بلعبة.. كلما ذكرت سيوران، الجميل على الرغم من بؤسه، جادت ذاكرتي كذلك باستحضار فلسفة أرنست بلوخ، الملقب بفيلسوف الأمل..
وتتوالى أسماء وعناوين لكلا الطرفين والفلسفتين.. لتتصعّد الإيجابية حيناً.. فيما تنوس سلبيات قالوا فيها وذرا بؤس وصمت حياتهم.. ثم تعود لتنقلب معايير اللحظة حيناً آخر.
ما الذي يحدد سمات لحظاتنا المعاشة..؟
وكيف لميزانها أن يميل صوب إحدى الناحيتين منقطعاً عن الأخرى..؟
غالباً ما تكون خلطة يومياتنا معجونة من كلا الأمرين.. الإيجابي والسلبي.. الأمل واليأس.. الحزن والضحك.. وتتخمّر تلك العجينة لتغدو بمكونات مندغمة ومصهورة إلى بعضها.. غير منفصلة التكاوين.. وصولاً إلى حالة تحدث عنها سيوران: «عليّ القول إنني حتى في أعمق لحظات اليأس، كنت قارداً على الضحك.. الضحك ظاهرة عدمية، تماماً كما يمكن للفرح أن يكون حالة مأتمية»..
هل من الضروري، حينها، معرفة الحد الفاصل بين كل تلك المتناقضات..؟
المهم في كل ذلك ألا نتوه عن طريقنا الواصل إلى منمنمات فرحٍ.. مهما تضاءلت في صغرها.. وأن لا ننسى مقولة نيتشه: «إذا حدّقت طويلاً في هاويةٍ ما، فسوف تحدّق فيك..».
لميس علي
lamisali25@yahoo.com

 

التاريخ: الخميس 12-9-2019
رقم العدد : 17073

 

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي