عندمــا نرتقـــي بـ «أصـــل الكتابـــة ورحلـــــة الحــــرف»

من تابع برنامج «أصل الكتابة ورحلة الحرف» حتماً تفاءل وتمنى بأن تكون برامجنا قد توقفت عن تكرارِ نفسها ولامبالاتها وعبثها، وبأن تكون قد ارتقت بثقافة مقدميها مثلما مضامينها.. لابدَّ أن يكون قد تمنى ذلك وشعر، بأن هناك من لايزال يسعى لتقديم ما يردّنا إلى أهمية أبجديتنا وعظمة حضارتنا، وباستدعاء ما استدعاه المؤرخ وباحث الآثار الدكتور «بسام جاموس» عبر برنامج قادنا من خلاله إلى ما يُغني ثقافتنا بمعرفتنا. المعرفة التي أعادنا إلى أولى أبجديتها، ومن خلال بحثه في تطور فن الخط العربي وأنواعه واقترانه بالزخرفة والابتكارات اللغوية والمعرفية، لدى الأقوام والممالك والحضارات الإنسانية.
إنها المعرفة التي ارتقت بنا وبـ «التربوية السورية» وعلى مدى ثلاثين حلقة تربوية – ثقافية.. حلقات برنامجٍ كان من أعدّه وقدم فكرته, الفكرة التي حوّلها المخرج «ممدوح توتنجي» إلى سيناريو يعتمد على التمثيل والتعليقات.. تمثيل النص التاريخي والتعليق عليه اعتماداً على معلومات ولقاءات مع المهتمين والمختصين، إضافة إلى الوثائق الموجودة في المديريات والوزارات والمتاحف والمكتبات..
نعم.. هذا ما اعتمد عليه برنامج أبى «جاموس» ورغم معلوماته وأبحاثه الموسوعية، إلا أنه يدعمه بمصادره ومراجعه التي منها الباحثون باللغات القديمة، وعلماء اللغات والكتب والمجلات المحلية والعربية والمترجمة الى اللغة العربية والأجنبية..
باختصار، ولأن مهمتنا إلقاء الضوء على ما نحتاجه يرتقي بمتابعينا وفضائياتنا، ويُغني معرفتنا بحضارتنا ويؤكد على أهميتها في حياتنا.. لأنها مهمتنا، لن نخوض فيما تناولته كل حلقة من حلقات البرنامج، وسنكتفي بقول الدكتور «جاموس» ولدى سؤالنا له عن مضمونه وفكرته:
«برنامجي يبدأ منذ الإشارات الأولى. أي، منذ أكثر من مليون عام للإنسان القديم، في فترة ما قبل التاريخ حتى اللغة العربية.
تضمنت الحلقات أيضاً.. اللغة الأكادية والسومرية والأوغاريتية والفينيقية والآرامية والسريانية والمسند والنبطية والأرمنية والاشورية ووووو…..
أما عن فكرة البرنامج، فكانت بسبب أهمية وضرورة مواجهة الحرب الثقافية التي تُشنُّ علينا والتي هي أخطر أنواع الحروب. أيضاً، لأن أبجديتنا ولغتنا وآثارنا وتراثنا هم هوية هذه الأمة وشخصيتها، ومصدر اعتزازها بماضيها وحاضرها ومستقبلها..
إنه ماأردت تأكيده بالوثائق والشواهد، وما أردت تقديمه لأقول فيه لأجيالنا خاصة: تاريخُ وآثار وحضارة سورية، هم بيتي ووطني وإنجاز عمري. أنا العموري، الكنعاني، الآرامي.. ابن الحضارة السورية التي هي أمانة في أعناقنا جميعاً»..
في النهاية نقول: أيكفي كل هذا لنطالب فضائياتنا، بالتركيز أكثر وأكثر على البرامج «التربوية والتعليمية والثقافية»؟. على كلِّ ما يرتقي بعقولنا ومعرفتنا، ويُمكِّننا من تخطي انعكاسات الحرب، وبيقظةٍ فعالة ومضيئة وحقيقية؟..

هفاف ميهوب
التاريخ: الاثنين 16-9-2019
الرقم: 17075

 

 

آخر الأخبار
الدواء السوري يعود إلى الواجهة   دعم منظومة مياه الشرب في بصرى الشام بدرعا   مسؤول أممي: إعمار سوريا ضرورة لاستقرار المنطقة الذهب والمعادن الثمينة.. فرصة لتعميق التعاون بين سوريا وأذربيجان أول سفير تركي في دمشق منذ 2012 ..ترسيخ للعلاقات والتعاون الاستراتيجي بمشاركة 50 صناعياً.. انطلاق معرض خان الحرير للألبسة الرجالية في حلب بحث تعزيز التعاون بين جامعة حلب ومنظمة "إيكاردا" و "السورية للبريد" هاكان فيدان يعيّن نُوح يلماز سفيراً لتركيا في سوريا "المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول".. شراكة للعلم والحياة قطر وباكستان تجددان دعمهما لوحدة وسيادة سوريا الأمم المتحدة: 300 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى وطنهم منذ مطلع 2025 وزير التعليم العالي: سوريا تنهض بالعلم من جديد وتستعيد مكانتها الطبية في العالم مايك بومبيو: أحمد الشرع هو “الرهان الأفضل” لمستقبل سوريا والمنطقة مئة يوم على اختفاء "حمزة العمارين" في السويداء ومطالب حقوقية بكشف مصيره أسعار المدافىء في حلب تحول بين المواطن ودفئها.. والغلَبة للبرد..!   وفد إعلامي سوري يختتم زيارة إلى قطر لتعزيز التعاون الإعلامي بيروت تُعين هنري قسطون سفيراً لها في سوريا قطاع الكهرباء.. فرص واعدة وتحديات قائمة  بدعم من اليونسكو.. تدريب إعلامي يعزز التغطية المحايدة الدكتور عبد الحكيم المصري: ممارسات "الفلول" تهدف لعرقلة جهود النهوض