هلوسات أردوغانية

 من نافذة هزائمه يطل اللص أردوغان برأسه مستطلعاً أجواء التطورات، وبين الحين والآخر يعود للعزف على ذات النغمة النشاز، في وقت لم يدخر فيه أي إمكانات لاستغلال الأزمة في سورية، ولا يزال مصراً على استخدام مفرزاتها كورقة ضغط لدعم ومساندة حكومته التي تتداعى اقتصادياً وسياسياً، وقد يكون ذلك عسكرياً في حال استمرت بتقديم العون والمساندة للإرهابيين والمرتزقة.
الغريب في الأمر أن رئيس النظام التركي لم يمل الحديث عن ذات الموضوع، والأغرب مزاعم حرصه على السوريين، وادعاؤه الخوف عليهم، وهو المتسبب الأول بتهجيرهم وتشريدهم، كي يتاجر بقضيتهم وأوراقهم على مستوى العالم، وما يؤكد وقاحته وغيه ولغوه، الحديث عن بناء ما يسمى وحدات سكنية على أراضي المنطقة الآمنة التي يتوهمها، معللاً نفسه بإيواء ثلاثة ملايين سوري يوجدون اليوم في تركيا، وفرض تغيير ديمغرافي على تلك المنطقة، لإبعاد شبح المكون الكردي عن حدوده الجنوبية من ناحية، ووضع تلك المساحة تحت الحماية التركية والأميركية من جهة ثانية، في خطوة للاستيلاء عليها وسلخها، وإلحاقها بالأراضي السورية التي تحتلها تركيا، وبهذا يفضح اللص المذكور ما يخبئه في خلده، وما يحلم به طيلة السنوات الماضية، وما أراد الوصول إليه عبر سنوات الحرب.
يبدو أن المهلوس أردوغان فقد وعيه، ولا يعرف أن ما يفكر فيه لن يرى النور، وسيبقى حبيس النفس، وأن أميركا سوف تتركه على أول محطة غارقاً في أضغاث أحلامه التي قد تتحول إلى كوابيس، فيما لو غامر بتحويلها إلى واقع، بينما السؤال الذي يطرح نفسه الآن، ما هو الغرض من متابعة أردوغان للغوص في خطة ما يسمى المنطقة الآمنة، وهناك عقبات كثيرة تعترضها ولا تحول دون تنفيذها وحسب، بل تجعلها ضرباً من المستحيل؟ ولماذا يحصر رئيس النظام التركي خيارات الخروج من الأزمة في سورية ضمن تلك الآفاق، وهو العارف أكثر من غيره بأنه لن يحقق خلال الأشهر والأسابيع القادمة ما لم يستطع إنجازه خلال سنوات خلت؟
المضحك أيضاً أن أردوغان يفصح عن عدد الوحدات التي يحلم ببنائها، وعدد ساكنيها، وكأن الأمر مجرد نزهة، متجاهلاً أن حساب الحقل لا ينطبق على حسابات البيدر، وغالباً ما تقلب المفاجآت الموازين، أو تحطمها على رؤوس حامليها.
huss.202@hotmail.com

حسين صقر
التاريخ: الخميس 3-10-2019
الرقم: 17089

آخر الأخبار
دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي