ترامب يتصيد في عكر العدوان.. وأردوغان يسارع خطاه نحو الهزيمة.. الجيــــش يوســـــع خريطــــة انتشـــــاره في الجزيــــرة.. وعــــين العــــرب بوصلتــــه القادمــــة
ينحدر الاميركي بتلاعبه المتواصل على حبال الاحتيال الى منحدرات لا اخلاقية اصبحت سمة ملازمة للادارات الاميركية ولكنها في ادارة دونالد ترامب تبدو اكثر عربدة وخاصة فيما يتعلق بالتعاطي مع المشهد السوري الذي نظم من خلاله سلسلة مساومات رخيصة تعود اليه بالمنفعة على حساب حلفاء ارهابه، فالعدوان التركي على سورية أعطى نموذجا صارخا عن ذلك التعاطي الاميركي المزدوج.
تلك المعطيات تتجلى وبشكل واضح من خلال تمكين المجرم رجب اردوغان من ممارسة طقوسه العدوانية على الارض السورية وإعطائه الضوء الاخضر لتوسيع نطاق عدوانه، في الوقت الذي يتنطع فيه ليعلن عما اسماه عقوبات وهمية مفروضة على النظام التركي فيما اذا استمرت بالعدوان.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحرصه المزيف على الشرق الاوسط وتلاعبه المعتاد زعم فرض عقوبات اقتصادية على تركيا بسبب العدوان العسكري شمال شرقي سورية، وقال ترامب في تغريدة على صفحته الرسمية في «تويتر» سوف أوقع قريباً مرسوماً تنفيذياً، سأطلب فيه فرض عقوبات على المسؤولين الحاليين والسابقين في حكومة النظام التركي وأي أشخاص يشاركون في أعمال تركيا «المزعزعة للاستقرار في شمال شرقي سورية».
وزعم نائب الرئيس الاميركي مايك بنس أن ترامب طلب من الانتهازي العثماني وضع حد لما اسماه «غزو» سورية وإعلان وقف فوري لإطلاق النار، وفي الإطار ذاته جدد ترامب تأكيد موقفه المتمسك بمزاعم انسحاب قوات بلاده من سورية.
الغرب الاستعماري كما هي عادته بالتبعية العمياء لأميركا سار على ذات الخطا حيث سلك نفس سلوكه الملتوي في دعم انقرة في كل مراحل ضخها للارهاب الى الجغرافيا السورية ولم يدن مرة ما تقترفه من اثام ارهابية بحق السوريين وذلك لتقاطع المصالح بينهما ومن ثم يقف الان موقف الشاجب والمستنكر للعدوان التركي.
يبدو انه حتى المزاودات على ادانة العدوان التركي لا تخرج عن سياق التبعية الاميركية وذر للرماد في العيون لغايات لم تتضح بعد ماهيتها الحقيقية فبريطانيا بحسب صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، تراجع جميع تراخيص تصدير الأسلحة إلى النظام التركي بينما زعمت كل من المانيا وفرنسا بأنهما ستوقفان صادرات الأسلحة إلى تركيا، على خلفية العدوان العسكري.
المفارقة هنا تعيد المشهد قليلاً الى الوراء لتذكر بالدعم الكبير الذي قدمته هذه الدول ذاتها لاردوغان وارهابييه عبر الاسلحة وغيرها من وسائل الدعم لتفجير الوضع في سورية، أما في الوقت الراهن فإن اختلاف المصالح هو ما يدفع تلك الدول للوقوف على طرف نقيض من ذلك العدوان التركي وليس حزناً وخوفاً على الانسانية كما يدعون.. فكم من عدوان نفذه اردوغان والارهاب والعدو الصهيوني سواء مجتمعين او بشكل متفرق على الاراضي السورية، ولم يصدر عنهم اي اعتراض بل على العكس كان التأييد هو سيد موقف التواطؤ. وعلى صعيد التطورات الحاصلة تسارع واشنطن قبل انسحابها اذا ما صدق الى إخفاء اي معلم من معالمها الارهابية وتلهث الى اخفاء كافة الدلائل التي تدينها.
مصدر سوري ذكر أن القوات الأميركية أخلت أمس مخيم الهول للنازحين من نساء ارهابيي «داعش» الارهابية، ونقلتهن إلى قاعدة الشدادي في العراق.
يأتي ذلك، بعد أيام على إقدام عدد من نساء «داعش» في مخيم الهول بريف الحسكة على مهاجمة حراس المخيم وإضرام النار في بعض الخيم، تزامنا مع بدء العدوان العسكري التركي، فيما تحدثت انباء عن تمكن بعضهن من الفرار.
الى ذلك أكملت وحدات الجيش العربي السوري انتشارها في مدينة منبج ومحيطها بالريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب وسط ترحيب الأهالي الذين عبروا عن ثقتهم بقدرة الجيش على ردع العدوان التركي وحماية المدينة وأهلها من اعتداءات أردوغان الإجرامية، كما أظهرت المشاهد توجه الجيش العربي السوري نحو عين العرب لمواجهة العدوان التركي.
الثورة – رصد وتحليل:
التاريخ: الأربعاء 16-10-2019
الرقم: 17099