«على خطا الزهر»..تصـــــوف وانفـــــــلات مــــــن قيــــود القهــــر..

 

«فرّت عصافير السعادة من حدائق موطني…واحتلت الغربان أنفاس الأقاحي كل القبور تشابهت وقد استوت، حلمٌ يتوق إلى الصلاح» كلمات «على خطا الزهر» نثرها «حسان عربش» المترف حباً، والمشتاق لوطن يغتسل ببحر شعره فيتطهر من رجس التعذيب البشري، ليدوّن أسفار انفعالات وجدانية تحاكي الذات، متأنقاً في نظم عباراته.
«من سفر البطولة» ألا يا أيها المولود/ من حزن المساجد والكنائس/من صلاة الأنبياء/ لنا من موتنا ألف انتصارٍ/ للتسامح والإخاء/ وما قتلوك..ما قتلوك/ في الأحداق في الأعماقِ/ في رحم النساءِ ستطلع من ليالي القهر/ تطلع من عيون الفجر/ مغتسلاً بآيات السماء.
ولأن العروبة تغفو في مقلتي الشاعر تارةً، راح يزرعها سنابل في دروب الكلمات الثائرة التي لا تتبدد تارةً أخرى، ففي بلد الجوار «بلد النخيل» أقاموا على الكلماتِ الحدّ، فانصلبت وشنقت واغتيلت، لكن «عربش» يؤكد أن «بغداد ما انطفأت» سقط العراق مضرجاً بإبائه/ فليهنأ الحكام/ يتنمرون على الشعوب ببطشهم / وأمام أميركا العتية/ جلهم أقزامُ/ والسوط يجلد عمرنا / والشعر إن لم يخدم الطغيانَ/ فهو حرامُ.
ومن فيض شعره الرتيب الذي يتألم حدّ التجلي رسم خارطته الخاصة، حدودها بلد لا تعرف الموت، تنهض كزهر اللوز، كالقيامة، تتعمد بدماء الشرفاء، ففي سفر الشهادة هناك ولادة خطت ملامح الغدِ الحّر من قيود القهر والاستغلال، يحاكي المدينة الباسلة «غزة على خارطة البطولة» بدماء غزة تهتدي الأجيال/ ومن المآسي تولد الأبطال / قلبٌ يفيض عزيمة ورجولة/ ويدان قمحٌ فيهما ونضال/ طفل بلهفة أمه متمسكٌ/ ويطلُّ من شفة البكاء سؤال/ ماذا جرى للأرض تحرق عمرنا؟ / ماذا وألف طفولةٍ تغتال؟.
ولأننا لا نملك إلا تصوف الكلمة، وقداسة الصبر والتضحية، واسى الشاعر حسّان عربش «أم الشهيد» ليطمئن قلبها الثاكل أن شهيدها مازال يرتّل أغنية الخلود.
/ساكن في بحّة الناي الحزين/ في دروب الحب/ في زهر الروابي /قربان هذي الأرض/ في زمن الضباب/ ما عاد في الأيام متسعٌ لأفراحٍ عذاب.
لا تخلو النصوص الشعرية من المبادئ الثائرة على شهوة الجسد وملاذ العمر، فينهي الشاعر الأنثى المراهقة ويخاطبها: لا تلعبي فالثلج يسكن رغبتي / أخشى عليكِ من الضياع بمهجتي/ إني لأجبنُ أن أراودَ وردة/ رسمت على عيني إشراقَ ابنتي/ مهدياً إياها نص بعنوان «مراهقة»؟
السلسلة الشعرية «على خطا الزهر» طباعة اتحاد الكتاب العرب، تقصّد الشاعر حسّان عربش أن يجمع قصائده الشعرية مع نصوصه النثرية ضمن مجموعة واحدة، ضمت إرهاصاته، وأحزانه، وآلامه، بكلمات واضحة مؤثرة وتعابير صادقة تصل إلى القارئ من دون معاناة أو تكلّف، فتؤثر كلماته في مقامات القلوب.
يهوي علينا السقف نتلو آية الكرسي نتلو سورة الأعلى فيعصرنا الجدار/ تأوي إلينا الطير خائفةً/ وقد فقدت هناك فراخها/ فديارها زيتٌ ونار/ يقفون جوعى بعدما كانت/ بيادرهم موائد للأنام/ وللعصافير الصغار.

رنا بدري سلوم
التاريخ: الأحد 20-10-2019
الرقم: 17102

 

آخر الأخبار
تحديات وصعوبات لقطاع الكهرباء بطرطوس.. وجهود مستمرة لتحسينه زيارة الشرع إلى واشنطن إنجاز جديد للسياسة الخارجية السورية بحث تعزيز التدابيرالأمنية في "الشيخ نجار" الصناعية بحلب اقتصاد محصول الحمضيات "لا معلق ولا مطلق" والوعود "خلبية" سوريا ولبنان تسعيان إلى تعزيز التعاون وتجاوز العقبات الماضية بخطط استثمارية وتصديرية.."الدواجن" تعيد تموضعها في السوق " ذهب ومهر" .. حين يتحول الزواج إلى حلم مؤجل في حلب نقص الأعلاف يعيد تشكيل معادلة الإنتاج الحيواني والاقتصاد المحلي دعم مادي لمجموعة الحبتور الإماراتية في تأهيل مراكز المتسولين والإعاقة رحّال يتفقد مديرية نقل حلب ويؤكد أهمية الارتقاء بالخدمات قطاع الخدمات بين أزمة الكهرباء والتوازن الاقتصادي "المنافيست".. إجراء احترازي يضع خصوصية الركاب تحت العجلات هل تنقذ "الخصخصة" معامل الإسمنت المتآكلة؟ ارتفاع قياسي لأسعار الزيتون.. هل فقدَ السوريون الذهب السائل من مائدتهم؟ "إسرائيل".. من أزمات الداخل إلى سياسة الهروب نحو الجبهات الخارجية سوريا تعود إلى طاولة الحوار الدولي.. وواشنطن تفتح باب الدبلوماسية مجدداً غرفة تجارة وصناعة دير الزور تطلق منصة رقمية متكاملة نصر الحريري: الانتهاكات الإسرائيلية تنسف أي فرصة للوصول إلى اتفاقيات مستقبلية "قسد" تماطل في تنفيذ اتفاق آذار وتحرم السوريين من ثرواتهم الوطنية الكهرباء تضيف 37 بالمئة إلى تكاليف إنتاج قطاع الدواجن