أردوغان يلهث وراء أوهامه..التلون وفق الطقوس السياسية سمة ملازمة للنظام التركي

 

بين اقوال رئيس النظام التركي رجب اردوغان الدعائية وما يجري على الارض من افعال عدوانية ينافي ما يتشدق به الانتهازي التركي على الملأ السياسي ويتعهد بالالتزام به على طاولة الاتفاقات بون شاسع من عدم المصداقية والجدية بعد التجارب الطويلة التي اثبتت خبث نياته ولعبه على حبال الاحتيال والمراوغة في محاولة يائسة منه لتحصيل مكتسبات على الارض.
فالحرباء التركية كما هو معروف ومؤكد تغير لونها وفقاً للطقوس السياسية التي تفرزها بشكل او بآخر معطيات الميدان وانعكاساتها، حتى باتت نموذجا يمشي عليه ذلك الاخواني، وعنوان تعامله الرئيسي، على امتداد المراحل، حيث ان طبعه العثماني غلب على تطبعه الذي يحاول إظهاره من خلال عدد من الاتفاقات التي كانت أحد اهم الاسباب في فضح مآربه التوسعية العدوانية.
فالاختباء خلف قش الاتفاقات وسيلته المعتادة للهروب كلما سحب البساط الميداني من تحت اقدام قواته المحتلة وادواته الارهابيين، وفي العودة قليلاً الى الوراء واسترجاع اتفاق سوتشي المتعلق بإدلب وكيفية تنصل اردوغان من بنوده توضح ان لا عهد ولامصداقية للص التركي وان حلف الأيمان بالجدية والالتزام فهو يقتات على الاكاذيب والارهاب ليمد مشروعه العدواني بعوامل بقاء مؤقتة، فما نص عليه الاتفاق من سحب الاسلحة الثقيلة من منطقة الاتفاق وإبعاد «جبهة النصرة» الارهابية يؤكد ماهية الاعمال التي قام بها اردوغان والتي تغاير تماماً ما يحاول إظهاره.
وعلى العكس تماماً فقد قام بدعم الارهاب وعلى رأسهم إرهابيو «جبهة النصرة» ومدهم بالاسلحة الثقيلة والخفيفة إضافة الى الخروقات التي ينفذها هؤلاء الارهابيين بأوامر من الاستخبارات التركية.
القائمة تطول عن اتفاقات كان قد تعهد اردوغان بتنفيذ بنودها لكن المراوغة والكذب الذي يتمتع بهما العثماني الجديد كان سيد الموقف في تعاطيه، فهو يبحث عن اي ممر سواء عدواني او سياسي للعودة إلى أطماعه العثمانية.. فإلى جانب سوتشي كذلك آستنة وغيرها الكثير والكثير.
واليوم في الوقوف على ما ابرم في روسيا من اتفاق تم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بما يتعلق بالعدوان التركي على سورية و ضرورة ايقافه، والمتضمن ايضاً انسحاب ميليشيات الانفصال مع أسلحتهم عن الحدود التركية السورية، سنجد النتيجة ذاتها في تعامل اردوغان الذي يسيطر عليه هاجس «المنطقة الامنة» المزعومة ويلهث لتحصيلها، فالذيل التركي اعوج لو وضعوه في قوالب الاتفاقات الف عام.
مع كل ما تقدم فان الثابت الوحيد يكمن في أن الدولة السورية بتمسكها بثوابت صون وحدة اراضيها ورفضها القاطع لوجود اي غاز او معتد على الجغرافيا السورية وحدها سترسخ انتصاراتها وترسم خرائطها السياسية على اسس الانتصارات الميدانية، وزيارة السيد الرئيس بشار الأسد الى ادلب والى خطوط النار الامامية بعثت بعشرات الرسائل الى مسامع المحتلين والمعتدين وأولها ان كل الاراضي السورية ستعود الى كنف الدولة السورية.
على المقلب الاخر يحاول الرئيس الاميركي دونالد ترامب اللحاق بتطورات الاحداث للوقوف على ما يعيد له بعضاً من اوهامه بعد سلسلة اخفاقاته في سورية التي دفعته بشكل مباشر الى جر ذيل هزيمته من سورية وإعلان قرار انسحابه.. فلم يكتف بما قدمه للإرهاب حتى قرر مرة أخرى تقديم الدعم لإرهابيين لطالما كانوا سباقين للعب في الشؤون الانسانية ووضعها تحت رحمة العمليات الارهابية تنفيذاً لأجندات الاستخبارات الاميركية الغربية.
فقد اعتمد ترامب أمس الاول مساعدات بقيمة 4,5 ملايين دولار لمنظمة «الخوذ البيضاء» الارهابية، وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام في بيان بأن المساعدات التي أقرها ترامب لـ»الخوذ البيضاء» الارهابية جاءت في إطار دعم الولايات المتحدة للعمل الذي تؤديه المنظمة الارهابية في سورية.
يذكر أن منظمة منظمة الخوذ البيضاء منظمة ارهابية عملت في مناطق التي يسيطر عليها الارهابيون وكانت ستارا لذلك الاجرام الارهابي على طول سنوات الحرب الارهابية التي شنت على سورية.

الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الخميس 24- 10-2019
رقم العدد : 17106

 

آخر الأخبار
تأهيل مدارس وشوارع "الغارية الغربية" في درعا على نفقة متبرع  قراءة في العلاقات السورية – الروسية بعد  سقوط النظام المخلوع  هل أنهى ترامب الحرب بغزة حقاً؟  بعد سنوات من الظلام.. أحياء حلب الشرقية تتفاءل بقرب التغذية الكهربائية  حادثة "التسريب".. خرق للأعراف أم محاولة للتشويش على التقارب السوري- اللبناني؟ ارتقاء أربعة من حراس المنشآت النفطية في استهداف إرهابي بدير الزور ترامب يوافق على عمليات استخبارية ضد كراكاس وفنزويلا تستهجن حرب أوكرانيا..هل سببت بتراجع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط؟  قطر الخيرية تطلق مشروعاً لترميم وبناء مساجد بريف دمشق الشرع يحدد العلاقات السورية - الروسية وفقاً للسيادة الوطنية "الأونروا": "إسرائيل" لم تسمح حتى الآن بإدخال المساعدات إلى غزة الأمم المتحدة: من المهم لسوريا ترسيخ علاقاتها مع جميع الدول زيارة الشرع الى موسكو.. تكريس جديد للعلاقة السورية - الروسية هل تكون جثث الرهائن الإسرائيليين حجة للاحتلال لمواصلة الحرب؟ "رواد الباشان" بين الدافع الأيديولوجي والتواطؤ الحكومي... مشروع استيطاني يتمدد في الجولان الشرع يبلغ بوتين أنه سيحترم كل الاتفاقات السابقة مع موسكو  العفو الدولية تطالب بالإفراج الفوري عن حمزة العمارين الانتهاكات الإسرائيلية ترهق المدنيين السوريين في حياتهم اليومية "الصليب الأحمر": تضافر الجهود الدولية لتأمين بيئة آمنة للسوريين  زيارة الشرع.. خطوة استراتيجية لضبط العلاقة مع موسكو