حرب ترامب الجديدة

 

 

 

منذ إسدال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الستار على مسرحيته المبتذلة حول مقتل الإرهابي أبي بكر البغدادي، وهو يوزع الأدوار على حكّام البيت الأبيض لإطلاق التصريحات عن بطولاته وإنجازاته في هذا المضمار، وما أن انتهى من ذلك، حتى بدأت تتكشف النيات الحقيقية والأهداف المخبأة من إنهاء العرض، رغم عدم رغبته بظهورها في هذه السرعة، وكي لا تنكشف أكاذيبه، لكن حتى الآن لم يُوفق لعدم تحليه بالصبر، بعد أن باتت ألاعيبه مفضوحة و معروفة.
أول تلك الأهداف، أن الحرب الإرهابية على سورية سببها أطماع الإدارات الأميركية السابقة واللاحقة بالثروات، وقد يكون ترامب أكثر من غيره طمعاً في هذا المجال، نظراً لعقليته التجارية والاستثمارية، ولهذا ما زال لعابه يسيل على النفط السوري، وبالتالي فتصريحاته عن الكميات الكبيرة من تلك المادة، وحصة بلاده المزعومة منه، وتهديداته خلال الأيام الأخيرة في هذا الشأن أكبر دليل على ذلك، و هو ما يؤكد أن حرباً جديدة يرغب التاجر الأميركي بإشعال فتيلها، ضارباً عرض الحائط بعلاقاته الدولية مع الأطراف التي بذلت كل ما بوسعها لإطفاء جذوة تلك الحرب التي لم تبق شيئاً إلا والتهمته أصلاً.
ما يفصح عنه ترامب أيضاً دليل على رغبة بلاده بالبقاء في سورية، ويكذب أي حديث عما يسمى الانسحاب، لأنه لم يكن سوى بهرجة إعلامية هدفها تلميع صورة السياسة الأميركية التي فقدت مصداقيتها بين دول العالم، بعد أن أوصلها ترامب وفريقه الحكومي إلى الحضيض، بسبب صلفهم وأطماعهم التي لن تنتهي ليس في المنطقة وحسب، بل على مستوى العالم أجمع، في الوقت الذي يلقي فيه هؤلاء التهم جزافاً على دول أخرى، ويصورون أن لها أهدافاً تسعى إلى تحقيقها في سورية، كي يوجدوا لأنفسهم ذريعة الاستمرار والبقاء على النهج الذي اعتادوه، وإبقاء قوات بلادهم كفزاعة للدول والحكومات المعارضة لسياسة واشنطن العدائية.
حكام البيت الأبيض ورغم مسرحيتهم الهزيلة عن مقتل صنيعتهم متزعم تنظيم (داعش) الإرهابي و(خليفته) المحتمل، وحديثهم عن صراعات داخلية داخل التنظيم ، ما زالوا يتذرعون بمخاطر أولئك الإرهابيين، وأن قربهم من حقول النفط يشكل خطراً عليها، وكأن تلك الحقول بحاجة للحماية الأميركية، متجاهلين أن أصحاب الحقول أقدر على ضمان أمنها، وأولى منهم بذلك، وما على أولئك الحكام إلا ترك البلاد لأهلها، وبالتأكيد قادرة على حماية نفسها ومواجهة أي أخطار تتهددها، لكن وراء الأكمة ما وراءها، وثمة رغبة أميركية بتجديد الحرب التي اقتربت من وضع أوزارها.
حسين صقر
huss.202@hotmail.com

التاريخ: الخميس 31 – 10-2019
رقم العدد : 17111

 

آخر الأخبار
إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة مشاركة سوريا في مؤتمر جنيف محور نقاش مجلس غرفة الصناعة منظومة الإسعاف بالسويداء.. استجابة سريعة وجاهزية عالية صدور نتائج مقررات السنة التحضيرية في ظل غياب الحل السياسي.. إلى أين يتجه السودان؟