يواجه البعض أعراضاً كالمزاج السيئ وعدم الرغبة في القيام بالأنشطة والواجبات اليومية والميل للعزلة ،وفي بعض الحالات يُعاني الشخص من عدم رضا عن شكله وجسمه،
ولا يعرف الكثيرون أنّ تِلْك الأعراض هي الاكتئاب الموسمي أو اكتئاب الخريف.
حول هذا الموضوع كان للثورة لقاءات مع أشخاص عانوا من الاكتئاب الخريفي ورصدنا آراء الأخصائيين والطب النفسي.
ليلى أحمد موظفة في مُجمّع تجاري بيّنت إصابتها بالاكتئاب الخريفي ومعاناتها من ضيق بالنفس و الاكتئاب وكل ذلك مرتبط بالعوامل الجوية ، والسبب الرئيسي بنظرها للاكتئاب هو فقدان البيئة الطبيعية لألوانها الجميلة وتساقط أوراق الشجر، لذا يجب أن تكون بيئة المنزل والعمل غنية بالألون الزاهية لتعويض نقص الألوان في البيئة الطبيعية.
وأوضح أيمن الأسعد الذي يملك مكتبة أن الحياة مليئة بأسباب الاكتئاب لكن الخريف يترافق مع تأثيرات وعوامل تؤدي لتغيير المزاج والاصابة بالاحباط المفاجئ ،ومع تقلّب الفصول يواجه تغيّراً نحو الأسوأ على صعيد المزاج حتى مع بداية فصل الربيع لكن تجاوز هذا الاضطراب يتم من خلال الاصرار على الخروج من حالة الخمول والحزن والاكتئاب.
أما المهندسة نورا سلمان فتُشير إلى أنها تشعر بالراحة والتفاؤل في الخريف بسبب اقتراب الشتاء وتُفضّل ألوان هذا الفصل كونها مُفرحة ، متابعة بقولها.. مزاجها يتبدّل إلى الأسوأ مع بداية فصل الصيف.
وكان للطب النفسي رأيه حيث بيّن الدكتور النفسي راغد هارون أنّ هنالك مجموعة من الأعراض الاكتئابية تظهر في فصل مُعيّن وغالباً في فصل الخريف أو الشتاء في نصف الكرة الشمالي ، والأعراض تشبه أعراض الاكتئاب ،مُضيفاً أن الطقس أو الشهر الذي ولد فيه الشخص له دور في تحديد بدء حدوث الاضطراب في النواقل العصبية ،حيث يبدأ الاضطراب في النواقل التي تُسبّب الاكتئاب، وأوضح هارون أنّ الخِيار الأول في العلاج هو الدواء لتعديل الخلل الكيميائي في الجملة العصبية المركزية والعلاجات الأخرى السلوكية هي داعمة للمريض ومنح الشخص مهارة ووقاية لابتداع طرق للتفكير لعدم عودة الحالة بنفس الفترة من السنة المُقبلة.
بدورها أكدت الأخصائية النفسية غالية اسعيّد بأنّ اكتئاب الشتاء او اضطراب العاطفة هو اضطراب نفسي يتّصف بالحالة المزاجية المُكتئبة في معظم المواقف، ويكون مصحوباً بتدنّي تقدير الذات، وفقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة عادة والطاقة المنخفضة، مؤكدة أنه يُمكن أن تُؤثّر الاضطرابات الاكتئابية الرئيسية بالخريف سلباً على حياة الإنسان الشخصية أو حياته العملية أو تعليمه، فضلاً عن زيادة ساعات النوم وعادات الأكل والصحة العامة.
وعن أهم أسباب هذا الاكتئاب أفادت اسعيّد أنها تعود لعوامل توتر خارجية أهمها فقدان شخص عزيز أو مستوى اجتماعي أو اقتصادي معيّن والانفصال من علاقة عاطفية والقيام بوظيفة معينة تكون إما تحت أو فوق قدرات الشخص، وعن طرق علاج الاكتئاب الخريفي نوّهت الاخصائية النفسية بأهمية مُمارسة بعض النشاطات أو لقاء بعض الأشخاص ذوي الطاقة الإيجابية والقيام بنشاط رياضي متكرر والتعرض لأشعة الشمس.
هكذا تبدو حالة الاكتئاب الخريفي واقعية وليست وهماً كما يعتقد البعض ، لكن التعامل معها يتدرّج من تعديل السلوكيات اليومية وصولاً إلى العلاج النفسي للتخلّص من ذلك الاكتئاب.
نيفين عيسى
التاريخ: الاثنين 11-11-2019
الرقم: 17119